نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 337
الحاجة إلى قدوة النشاط
ولا تكفي الخريطة، بل
يحتاج الإنسان أيضًا إلى قدوة له في حياته، يسعى بمقدار ما يستطيع أن يتمثل سيرته
ويقتدي به. وقد عين القرآن الكريم لنا القدوة الحسنة، بقول الله عز وجل (لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).[1]لكن
هذه القدوة ليست بالادعاء! فإن من يقول أنه يقتدي بالنبي لا بد أن يقرأ:
(طه. مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ). لكثرة عبادته وقيامه
الليل حتى تم الاشفاق عليه، فهل هذا المقتدي والمدعي يقوم شيئا من الليل؟
لم يكن النبي نشيطا في
عبادته فقط وقيامه الليل فحسب، بل كان الطابع العام له 6 هو
النشاط والحيوية، فمشيته كانت مشية النشاط والحيوية.. كما نقل واصفوه مشيته فقد
نقل عن ابن عباس أنه قال: كان النبي 6 إذا مشى، مشى مجتمعًا،
يعرف أنه ليس بمشي عاجز ولا كسلان.[2]
ومشي المجتمع يشبه مشي
الرياضي. إن البعض يتحرك متهدلًا متملًلا يسحب حذاءه على الأرض سحبًا، وربما لو
دفعه أحد دفعة بسيطة، لسقط على وجهه أو قفاه.
أما النبي 6 كان إذا مشى يمشي مشية المجتمع المشدود، ليس بمشي عاجز ولا كسلان، وكان إذا
امتطى صهوة الفرس، قفز عليه قفزة الفارس.
وينقل في أحواله صلى
الله عليه أنه فقد قيل إنه طرق المدينة طارق ليلًا، وبينما الناس يخبر بعضهم