responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 335

الخريطة السليمة للحياة

ومن الناس من يكون كسولا لأن خريطته الحياتية خريطة خاطئة، ربما على مستوى العقيدة مثل أولئك الذين قالوا (مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ)[1]ومثلها آية أخرى: (إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ). إن من يعتقد بهذه الفكرة عن الحياة ـ وهم للأسف ـ ليسوا قلة، بل إن تيار اللهو والعبث يعتقد بهذا عمليا وإن لم يصرح به لفظيا، لكنه يعيش بهذا النحو، ولسان حاله: الدنيا ساعة قصيرة فاستمتع فيها.

ولذلك ترى هؤلاء لا يستفيق من شهوة إلا لكي يسكر بلذة، وهكذا يستفرغ أيام عمره، وقوة بدنه، ووفرة ماله في هذه الدائرة!

أين هذا؟ وأين ذاك الذي يؤمن بأنه لا ينبغي أن تكون حركته (الفكرية، العضلية، المالية) إلا في احدى ثلاث: إِمَّا مَرَمَّةً لِمَعَاشٍ" أي: ترميم، وإصلاح حياتك المادية عن طريق الكسب الحلال، والانشغال الجدي بالعمل الاقتصادي؛ لأنه يغنيك عن غيرك، ويصونك ألّا تكون كَلًّا على الآخرين. إنك بهذا السعي تصون ماء وجهك وكرامة نفسك ألّا تقطره وتتلفها بالسؤال والاستعطاء وكما في الرواية: "مَاءُ وَجْهِكَ جَامِدٌ يُقَطِّرُهُ السُّؤَالُ".

وقد مر شيء من الحديث في هذا في موضوع الكسل في الجانب المالي والمعاشي. فهذا أول ضلع من أضلاع المثلث الحياتي لحركة الإنسان.

"أَوْ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ"، تزود يأتي بمعنى افتعال من الزاد تهيئة الزاد وتجميعه ليوم المعاد، وهو استجابة لأمر الله تعالى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) وبالطبع



[1]) الجاثية: 24

نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست