responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 334

في وصايا داوود الذي آتاه الله الحكمة.[1]وقد يشير هذا إلى أن هذا المعنى الذي توارثه الأنبياء، وكان محط وصيتهم، وتلقفه الأوصياء ينبغي أن يكون خريطة عامة للإنسان في حياته.

ونلاحظ ثانيًا أنه ورد في الحديث الذي عنونه الإمام الصادق، أنه: في حكمة آل داوود، ورد لفظ "يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ الْعَاقِلِ". وقد يثير هذا التعبير سؤالا وهو: هل كان لفظ "المسلم" في زمان النبي داوود 7 وغيره من الأنبياء السابقين، أو أنه استعمل في الألسنة والثقافة الدينية بعد بعثة رسول الله 6؟

والجواب على ذلك، أننا نعتقد أن دين الله الذي نزل عند جميع الأنبياء والمرسلين، هو الإسلام. كما قال القرآن الكريم: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)،[2]فالإسلام بمعنى التسليم لله، والاستجابة لأوامره، هو خلاصة كل الرسالات السماوية. نعم عنونت الرسالة المحمدية بعنوان الاسلام لأن فيها كمال التسليم والاستسلام لله عز وجل فيما لا يتوفر في سائر الديانات.

وبعد أن ألقينا نظرة على هذا الحديث من الخارج، فلندخل إلى مضمونه حيث أنه يتميز بأنه يكاد يرسم برنامج حياة الإنسان المسلم، وإجمالي حركته. وخطوطها العامة. ومن المهم جدا أن يتميز للإنسان ما هو خط عام وبرنامج حياة وبين ما هو من التفاصيل الحياتية، ومن يخطئ في التمييز بين هذين قد يخسر الكثير من عمره في تفصيل من التفاصيل بينما لا يصرف شيئا مهما من عمره في المهمة التي خلق من أجلها! وقد يتجه عكس الهدف المطلوب ويبذل جهدا كبيرا فيه فإذا أتعبه الجهد ومضى به العمر يعلم بعد مدة من الزمان أنه كان في غير الاتجاه السليم!



[1]) البقرة: 251 (وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ)

[2]) آل عمران: 19

نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست