responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 221

أما لو كان لا سمح الله غارقا في وحل الخيانة قد سجلت عليه خياناته. فماذا ينفعه شعور الانتصار الكاذب لبرهة من الزمان، وقد دُوِّن في صحيفة عمله أنه خان هذا في ماله، أو اعتدى على زوجة غيره؟ وقد ثبَّت الكرام الكاتبون هذا في صحيفة عمله. لقد ذهبت لذة دقائق أو ساعات، ومر عليها عشرون سنة، ونسيها هذا الملتذ الخائن، ولكن هؤلاء الكتاب الأمناء الكرام لا ينسون، وقد دونوها في كتاب لا يغادر لا كبيرة ولا صغيرة!

هؤلاء رقباء على ابن آدم بعد رقابة الله عليه! وحقيق به بعد شعوره برقابة الله أولًا ثم ملائكته هؤلاء ثانيًا ألّا يذهب وراء مسالك الخيانة.

وثالث الرقباء: بيئة المكان: الحجر، والأرض، والسقف، والأثاث وكل شيء حول الإنسان، فهو عندما يعصي ربه ويخون الأمانة، لا يفعلها في الفضاء، بل يقف على الأرض ويقوم بهذا العمل. وينام المنحرف على السرير ويفعل الفعل المحرم. هذه الأرض، وهذا السرير، وذلك الأثاث، وتلك الطاولة.. الزمان والمكان والأشياء كلها تأتي شاهدة يوم القيامة لتشهد عليه بما صنع. هي الآن بيئة لذة، لكنها تصبح يوم القيامة بيئة شهادة عليك وتقديم إفادة.

والرقيب الرابع: بدنك فكله يشهد عليك. عضوك الذي تعصي به، لسانك إن تكلمت به في غيبة آخرين أو النميمة عليه أو إثارة الضغينة بينهم؛ يأتي هذا اللسان يوم القيامة ويشهد عليك. ورجلك إن سعيت فيها إلى إحنة أو شحناء أو بغضاء أو إفساد بين مؤمنين، أو تخريب حياة زوجية، أو زنا، أو خمر، أو أو.. سواء مشيت بها أو ركبت سيارة، فهذه الرجل تأتي يوم القيامة وتتكلم. فرجك يشهد عليك، أذنك تشهد عليك، يدك تشهد عليك، لسانك يشهد عليك، جلدك، بشرتك، كل هذه تتحول إلى شهود إثبات لا مجال لتكذيبهم.


نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست