responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 222

ومن الطريف أن القرآن الكريم ينقل هذا المشهد المؤثر من مشاهد القيامة: (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (*) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (*) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ).[1]

ومع أنه ذكر أن الشهود هنا هم السمع والأبصار والجلود، إلا أنه خص الجلود بذكر الحوار بينها وبين أصحابها "وإنما خصوها بالسؤال دون سمعهم وأبصارهم مع اشتراكها في الشهادة لان الجلود شهدت على ما كانت هي بنفسها أسبابًا وآلات مباشرة له بخلاف السمع والأبصار فإنها كسائر الشهداء تشهد بما ارتكبه غيرها وقيل: تخصيص الجلود بالذكر تقريع لهم وزيادة تشنيع وفضاحة وخاصة لو كان المراد بالجلود الفروج "[2] فهذا الجلد الذي أرعاه بالتنظيف، والتغسيل، والعناية و(الكريمات) وغير ذلك، يصبح شاهدًا ضدي، وما كان منتظرًا منه ذلك، لذا نسألها (لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ)، يعني أن ما يربطنا بالله هو فوق ما يربطنا بكم، فأنت تستعمل جلدك لكنك لا تستطيع التحكم فيه بالنطق والصمت! لكن (اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) يفعل ذلك! وبالتالي فقد أفسدت هذه الجلود عليكم (مَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ) كم من الأبواب تغلق والستائر تسدل ولكن هل تستطيع أن تختفي عن جلد بدنك؟ وهو واسطة لذتك؟ هو نفسه الشاهد عليك! بل تسافر إلى البلاد البعيدة لا أحد يعرفك أو يعرفها؟ وشخصيتك مستورة واسمك مجهول.. ولكن هل تستتر من يدك ورجلك وأعضائك الأخرى؟ وفوق ذلك وقبله وبعده وأعظم من كل ذلك "وكُنْتَ أَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ،



[1] فصلت 20ـ 22

[2] [228]) الميزان 17/ 379

نام کتاب : الأمراض الأخلاقية نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست