«صه» و يحتمل أيضا ان يكون محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد ابو جعفر شيخ القميين و فقيههم و متقدمهم و وجههم.

و يقال انه نزيل قم و ما كان اصله منها، ثقة ثقة عين مسكون إليه‌[1] جليل القدر عارف بالرجال موثوق به عظيم المنزلة يروى عن الصفار و سعد «صه» «عن سهل بن زياد عن ابن ابى نجران». هو عبد الرحمن بن ابى نجران بالنون و الجيم و الراء و النون اخيرا، و اسمه عمرو بن مسلم التميمى مولى كوفى ابو الفضل، روى عن الرضا 7 و روى ابوه ابو نجران عن ابى عبد اللّه 7، و كان عبد الرحمن ثقة ثقة معتمدا على ما يرويه «صه» «عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر 7 قال: لما خلق اللّه العقل قال له: اقبل فاقبل ثم قال له: ادبر فادبر، فقال: و عزتى و جلالى ما خلقت خلقا احسن منك اياك امر و اياك انهى و اياك اثيب و اياك اعاقب».

الشرح‌

هذا الحديث مما ورد عن رسول اللّه 6 بألفاظ متغايرة من طرق العامة و الخاصة، و قد روى فى هذا الباب خاصة بروايات خمس بألفاظ و اسناد مختلفة، ثلاث منها عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر 7، لكن الّذي روى فى اوّل الاحاديث عن ابى جعفر 7 و الّذي روى عن ابى عبد اللّه 7‌[2] كانت فيهما زيادات على الروايات الباقية سيما الحديث الثانى منها مشتمل على جنود العقل و الجهل، و قد مر في شرحه ما فيه غنية.

لكن الّذي يخطر بالبال هاهنا فى التأويل انه يحتمل ان يكون المراد بالعقل العقل الجزئى الّذي فى الانسان فانه أيضا اوّل ما خلق اللّه فيه بالنسبة الى سائر قواه و اعضاه، لست اقول ان حدوثه فى مادة خلقة الانسان مقدم بالزمان على وجود سائر القوى و الاعضاء

[1] اى: مسكون الى روايته، هذا من الفاظ المدح للراوى الحديث كبصير بالحديث او صالح الحديث و غيره.

[2] و هو الحديث الرابع عشر.