نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 384
علموا، راجع الى قوم صالحين يعنى انهم انما سألوا ربهم هذا
السؤال اى عدم ازاغة القلوب و ايتاء الرحمة الوهبية من لدنه، لانهم علموا ان القلوب
مما تزيغ و تضل عن طريق الحق و تعود الى عمائها و رداها الذين كانت عليهما.
و ذلك لما مر ذكره سابقا
ان النفوس البشرية كانت فى التكوينات السابقة صورا طبيعية جمادية ثم نباتية ثم
بهيمية الى ان صارت بالاستحالات الذاتية و الترقيات الجوهرية من حد الطبيعة الى حد
هذه النفس البشرية، و هى أيضا جسمانية الحدوث روحانية البقاء ان ساعدها التوفيق
الالهى بالعلم و العمل، و لما كان كلما تعلق من النفوس البشرية بعالم الطبيعة و
الدنيا فهو كمه[1] و ضلال و
عمى عن نور الآخرة و مشاهدة صورها الدائمة الحقة فهو أيضا فى معرض هلاك و دثور،
لان الدنيا بما فيها و معها داثرة هالكة لانها كائنة فاسدة بالذات او بالتبعية.
فما لم يتجرد النفس عن
لباس الطبيعة و لم يتخلص عن غشاوة الدنيا لم يتخلص من الهلاك و الدثور و لا ينجو
من عذاب القبور و عذاب يوم النشور، فاشار 7 الى ما هو كالبرهان على: ان
القلوب متى لم تعرف عن اللّه من شأنها ان تزيغ عن الحق و تعود الى العمى و الردى و
تختل قواعد ايمانه بحسب الوجهين العملى و العلمى.
فاشار الى الاول بقوله
7. انه لم يخف اللّه من لم يعقل عن اللّه، و عدم الخوف عن اللّه رأس
جميع المعاصى و الذنوب، و سببه ان من لم يعقل عن اللّه كان ايمانه اما تقليديا
محضا كايمان العوام و اما ظنيا تخمينيا او جدليا كلاميا كايمان المتكلم، و كل ذلك
لا يوجب الخوف من اللّه و الخشية من عذابه.
اذ الاكثرون حيث لم
يعرفوا من الاصول الحكمية ما يتعلق بكيفية الالهية و باحوال النفس من كونه تعالى
مقدسا عن التغير و الانفعال غنيا عن الخلائق و عن عبادتهم و عصيانهم، و هو كما
يقول فى الحديث عنه تعالى: هؤلاء للجنة و لا أبالي و هؤلاء للنار و لا أبالي، و
انما الّذي يصل الى النفوس فى القيامة من نتائج اخلاقهم و تبعات افعالهم للعلاقة
الذاتية بين الاشياء و اسبابها فلم يخشوا منه حق خشيته.
[1] عمى او صار اعشى. تكمه فى الارض: ذهب فيها لا
يدرى اين يتوجه.
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 384