نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 372
الحميدة من اهلها و ثواب التأهل و فضيلة النكاح و تكثير
الاولاد المسلمين الذين بهم يباهى الرسول عليه و آله السلام يوم الدين الى غير ذلك
من المنافع الدينية و الدنيوية.
و اذا علمت فوائد كل من
العزلة و المخالطة و غوائلها التى هى فوات ما فى الاخرى من المصالح فالحكم على
احدهما بخصوصها بالتفصيل على الاخرى غير صحيح على الاطلاق، بل كل منها له الفضيلة
بالقياس الى اشخاص معينة و فى احوال مخصوصة كما علم مما ذكر.
اذا تقرر هذا فلنرجع الى
المتن فقوله 7: فمن عقل عن اللّه اعتزل اهل الدنيا، يعنى اذ بلغ عقل
الانسان الى حد يأخذ العلم من اللّه من غير تعليم بشرى اما بحسب اصل الفطرة كما
للانبياء : او بعد مجاهدات و رياضات علمية و عملية اعتزل اهل الدنيا و
الراغبين فيها، اذ لم يبق له رغبة الى الدنيا و اهلها و يرغب فيما عند اللّه من
الخيرات الحقيقية و الانوار الالهية و الاشراقات العقلية و الابتهاجات الذوقية و
السكينات الروحية.
و عند ذلك كان اللّه
انسه فى الوحشة، اذ موجب الوحشة فى الوحدة فقد المألوفات الوجودية و خلو الذات عن
الفضيلة و الخير، و اللّه تعالى منبع كل خير و اصل كل وجود، و كل كمال و خيرية
فانما ينشأ و ينشعب منه تعالى على الاشياء، و من رجع اللّه تعالى يأخذ و يستفيض من
رحمته كل ما يريد.
من كان للّه كان اللّه
له، فيكون صاحبه فى الوحدة فتصير وحدته عين الجمعية و غناه فى العيلة، لان فقره
ليس الا إليه و من كان فقره إليه لا غير كان غناه به لا غير، و كان اللّه أيضا
معزه من غير عشيرة، اذ العزة بالعشيرة و النسب عزة مجازية، و العزيز بالحقيقة من
اعزه بعزته التى لا مثل لها و لا نظير.
و اعلم ان فى هذا الكلام
اشارة الى الحديث الالهى المشهور الّذي فى قرب الفرائض و قرب النوافل[1]، فليتأمل فيه.
[1] قال القيصرى فى الفص الآدمي: قرب الفرائض و هو
كون العبد سمع الحق و بصره و يده الحاصلة للانسان الكامل عند فناء الذات و بقائها
به فى مقام الفرق( به عند بقائه) بعد الجمع( اى عند فناء الذات) و هذا اعلى رتبة
من نتيجة قرب النوافل و هو كون الحق سمع العبد و بصره، لانه عند فناء الصفات.
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 372