نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 332
هذا الحد من القساوة.
نكتة
احتج بعض الناس على ان
السمع افضل من البصر بهذه الآية، حيث قرن تعالى بذهاب السمع ذهاب العقل و لم يقرن
بذهاب البصر فالسمع افضل و هو مزيف. لان الّذي نفاه اللّه تعالى من السمع هاهنا
بمنزلة ما نفاه من البصر لانه اراد بصائر القلوب لا ابصار العيون، و الّذي يبصره
القلوب هو الّذي يعقله.
و ذكر فى هذا الباب
دلائل اخرى منها: ان ذكر السمع و البصر اينما وقع فى القرآن فانه فى الاغلب قدم
السمع على البصر.
و منها: ان العمى قد وقع
فى حق الأنبياء : و اما الصم فغير جائز لانه يخل باداء الرسالة.
و منها: ان السمع يدرك
من جميع الجوانب دون البصر.
و منها: ان الانسان
يستفيد العلم من المعلم و الاستاذ و ذلك لا يمكن الا بالسمع و لا يتوقف على البصر.
و منها انه قال تعالى: إِنَّ فِي
ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ، (ق- 37) فجعل
السمع قريبا للعقل لانه المراد من القلب و يؤكده أيضا قوله:
لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ
أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (الملك- 10)، فجعلوا
السمع سببا للخلاص من عذاب السعير مثل العقل.
و منها: ان امتياز
الانسان عن سائر الحيوان بالنطق و الكلام و انما ينتفع به السامعة لا الباصرة،
فمتعلق السمع النطق الّذي به شرف الانسان و متعلق البصر الالوان و الاشكال و ذلك
امر مشترك بينه و بين سائر الاجسام.
و منها: ان الأنبياء
: يريهم الناس و يسمعون كلامهم و لا تثبت نبوتهم برؤيتهم بل باستماع
كلامهم، فالمسموع افضل من المرئى فوجب بهذه الوجوه ان يكون السمع افضل من البصر.
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 332