نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 330
و النداء.
الطريق الثانى فيه
وجهان:
الاول: ان يقول: مثل
الذين كفروا فى قلة عقلهم فى عبادتهم لهذه الاوثان كمثل الداعى اذا تكلم مع
البهائم، فكما انه يقضى على ذلك الداعى بقلة العقل فكذا هاهنا.
الثانى: مثل الذين كفروا
فى اتباعهم آبائهم و تقليدهم كمثل الراعى اذا تكلم مع البهائم، فكما ان الكلام مع
البهائم عبث عديم الفائدة فكذا التقليد عبث عديم الفائدة، و اما قوله: صُمٌّ بُكْمٌ
عُمْيٌ، فقيل فيه: انه تعالى لما شبههم بالبهائم فى عدم العقل زاد فى تبكيتهم
فقال: صم بكم عمى، لانهم صاروا بمنزلة الصم فى ان الّذي سمعوه كأن لم يسمعوه، و
بمنزلة البكم فى ان لا يستجيبوا لما دعوا إليه، و بمنزلة العمى من حيث انهم اعرضوا
عن الدلائل فصاروا كأنهم ما شاهدوها.
اقول: الاولى بل الحق ان
يحمل كلام اللّه مهما يمكن على الحقيقة دون المجاز و التشبيه، و هاهنا كذلك. فان
للانسان غير هذا السمع الحسى سمع عقلى يسمع به المعقولات و يدركها ادراكا عقليا، و
له غير هذا البصر الظاهرى بصر عقلى يرى به الصور العقلية و يشاهدها مشاهدة اجلى و
اوضح من مشاهدة هذا البصر للصور الحسية، و له أيضا نطق عقلى يتكلم به الاقوال
العقلية و هو عبارة عن القائه العلوم المفصلة و اعلام المعقولات.
فلا هل اللّه اعين
يبصرون بها و اذان يسمعون بها و قلوب يعقلون بها و السنة يتكلمون بها غير ما هى
هذه الاعين و الاذان و القلوب و الالسنة عليه من الصور كما قال تعالى: فَإِنَّها لا
تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج- 46)، و
ان المختوم فى الازل عَلى قُلُوبِهِمْ وَ عَلى سَمْعِهِمْ وَ عَلى
أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (البقرة- 171)،
و و اللّه ان عيونهم لفى وجوههم و ان اسماعهم لفى اذانهم و ان قلوبهم لفى صدورهم و
لكن عناية اللّه ما سبقت لهم بالحسنى و لم تفتح لهم ابواب السماء، قال تعالى: وَ كَذلِكَ
نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ
نام کتاب : شرح أصول الكافي (صدرا) نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 330