responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالتان فى سر الحروف و معانيها نویسنده : ابن العربي، محيي الدين؛ الحرالي، أبو ‌الحسن    جلد : 1  صفحه : 42

و الحرف الخامس الذى هو أحق بأن يلى الراء فى التفهيم، يحتاج إلى تمهيد، و هو أن اللّه تعالى جعل ما أبطن من التنزيل و أظهر من التطوير بتسبيب و اقتضاء، فأظهر الأوائل ابداعا، و أظهر ما دونها تسبيبا، فبين كل حدين من حدود الراء تسبيب يصير فيه الأعلى سببا للأدنى، و الأدنى مسببا عن الأعلى، و هى سلسلة الحكمة و معارج الترقى و إدراك التردى، و كلها من حكمة اللّه عن سبب موجب و مسبب يوقف اللّه سبحانه عندها من أجهله و يخيرها من أعلمه، و ذلك الحرف هو:

\* الباء: و معناه أنه السبب الموصل لما إليه الحاجة، فإن كان مع إعلام فهو باسم اللّه، و إن كان مع إجهال فهو بما دونه، و ما كان باسمه فهو إيمان، و ما كان بما دونه فهو كفران:" من قال مطرنا بفضل اللّه و رحمته، فذلك مؤمن بى كافر بالكوكب، و من قال مطرنا بنوء كذا و كذا فذلك كافر بى مؤمن بالكوكب"[1].

و لما فيه من هذا التسبيب و الحجاب و البعد لم ينزل فى أوائل سور الحروف، و لما يتضمن معناها من الحجاب و البعد ينبسط فيها القول و يتأكد فيها الاعتبار لتتخلص الأنفس من تشبثها بشبكة شركها و تسبيبها. و الباء هى الباء كله بعدا و حجابا، و لذلك قال ابن عباس:" أخذ بيدى على 7 ليلة، فخرج بى إلى‌


[1] -أخرجه البخارى فى باب الاستسقاء عن زيد بن خالد الجهنى،[ باب 15، 77].

نام کتاب : رسالتان فى سر الحروف و معانيها نویسنده : ابن العربي، محيي الدين؛ الحرالي، أبو ‌الحسن    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست