البقيع فى أول الليل، و قال: اقرأ يا ابن
عباس، قال فقرأت" باسم اللّه الرحمن الرحيم"، فتكلم لى فى الباء إلى
فروغ الفجر". و اعتباره و استقراؤه فى التئامه بالراء فى كلمة: رب و بر وبر،
و فى موقعه كان كذا بكذا، و فى عزل جميع ذلك بكلمة" باسم اللّه". وَ قالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها[1] .. و
ليتخذ ما بسط من القول فى هذه الحروف الخمسة مفتاحا لما يقع من الايجاز فى سائرها
بحول اللّه تعالى.
\*\*\* التاء:
معناها انتهاء التسبيب إلى أدناه، و اعتبارها موقعها فى التوب، و علامة
المخاطب فى أنت، و استقراؤها موقعها علامة للتأنيث و المبالغة و للثوانى كلها، و
لذلك لم يتوج بها.
\*\*\* الثاء:
معناها ثمرة ما بين التسبيبين: تسبيب الباء و تسبيب التاء، و ليلحظ
موقعها فى لفظ ثمرة اعتبارا و استقراء، و التئامها فيها مع الراء المطورة و الميم
المتممة فى ثمرات الأشياء التى انتهت بها أسبابها و أطوارها و تتماتها، و ليلحظ