الحرف المنبئ عن درجات التنزلات فيما يلى
الألف من اللام أمرا، و عن تغير التطورات فيما يلى الميم من اللام خلقا و هو"
الراء"، و معناه أنه التربية و التصوير و التطوير الواقع رتبا و صورا فى
مستوى سلك اللام ما بين المقيم و المقام و اعتباره فى تنزل الأمر الربانى و تطور
الخلق المربوب: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ
مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[1].
و استقراؤه بمحل موقعه من اسم الرب.
و كلمة البر المطور للنفس و البر المطور للجسم و النار المغير للكون
بتفريق كل مجتمع و تجميع كل مفترق بما يحجر و يميع المتحجر، و كالران بما يغير من
صفاء القلب حتى تذهبه النار و كموقعها فى الحرف و الطرف التى هى حدود المتنزلات و
المتغيرات. و هو حرف مخوف المعنى لأن كثرة التنزيل حجب، و كثرة التغيير بعد، قال
صلى اللّه عليه و سلم:" شيبتنى هود و أخواتها[2]
لما افتتحت بألر". و لم يكن معها ميم ينبئ عن التمام أفهمت تطويرا لا تمام
له. فخافه صلى اللّه عليه و سلم على أمته، و ذلك لأن راحة التمام تذهب ألم التغيير
كالمسابر يصل، و من لا راحة له بتمام تطويره تلزمه معانى كلم تخللها الراء
بمعناها: كالروع و الرجف و الران و النار، و سائر ما فيه الراء لتطوير لا تمام له.