يصور لي الوهم المخيل أن ذا
ثناك و هذا من ثناياك ساطع
فأسمع عنكم كل أخرس ناطقا
و أشهدكم في كل شيء مواقع
إذا شاهدت عيني جمال ملاحة
فما نظري إلا بعينك واقع
و ما هز من غصن فتى تحت طلعه
من البدر أبدت ما خفتها الأضالع
و لا سلسلت أعناقها بغرامها
تصافيق جهد خطهن وقائع
و لا نقطت خال الملاحة بهجة
على وجنة إلا و حرفك طالع
فأنت الذي لي فيه يظهر حسنه
به لا بنفسي ما له من ينازع
و إن حس جلدي من كثيف خشونة
فلي فيه من ألطاف حسنك دارع
تخذتك وجها و الأنام بطانة
فأنجمهم غابت و شمسك طالع
فديني و إسلامي و تقواي إنني
بحبك فإن لائتمارك طائع
إذا قيل قل لا قلت غير جمالها
و إن قيل إلا قلت حسنك شائع
أصلي إذا صلى الأنام و إنما
صلاتي بأني لاعتزازك خاضع
أكبر في التحريم ذاتك عن سوى
و باسمك تسبيحي إذا أنا خاشع
أقوم أصلي أي أقوم على الوفا
بأنك فرد واحد الحسن جامع
و قرأ من قرآن حسنك آية
فذلك قرآني إذا أنا راكع
فأسجد كي أفنى و أفنى عن الفنا
و أسجد أخرى و المتيم والع
و قلبي مذا أبقاه حسنك عنده
تحياته منكم إليكم تسارع
صيامي هو الإمساك عن رؤية السوى
و فطري أني نحو وجهك راكع
و بذلي نفسي في هواك صبابة
زكاة جمالي منك في القلب ساطع
أرى مرج قلبي مع وجودي جنابة
فماء طهوري أنت و الغير مائع
أيا كعبة الآمال وجهك حجتي
و عمرة نسكي إنني فيك والع
و تجريد نفسي من مخيط ثيابها
بوصل و إحرام عن الغير قاطع
و يلتذ مني أن أدلك مهجتي
لما منك في دار من الحسن مانع
كأن صفاة منك تدعو إلى العلا
فلبت بقلبي فاستبانت شواسع
فتركي لطيبي و النكاح فإن ذا
صفاتي و ذا ذاتي فهن موانع
و إعفاء حلق الرأس ترك رئاستي
و شرط الهوى أن المتيم خاضع
إذا ترك الحجاج تقليم ظفرهم
تركت من الأفعال ما أنا صانع