و كنت كآلات و أنت الذي بها
تصرف بالمقدور ما هو واقع
و ما أن جبري للعقيدة أنني
محبّ فني فيمن حوته الأضالع
فها أنا في تطواف كعبة حسنها
أدور و معنى الدور أني راجع
و مذ علمت نفسي طوافك سبعة
فأعداد تطوافي جمال سوابع
أقبلي خال الحسن و الحجر الذي
لنا من قديم العهد فيه ودائع
و معناه أن النفس فيها لطيفة
بها تقبل الأوصاف و الذات شائع
و أستسلم الركن اليماني إنه
به نفس الرحمن و النفس سالع
و أختم تطواف الغرام بركعة
من المحو عما أحدثته الطبائع
ترى هل لموسى القلب في زمزم اللقا
مراضع لا حرمت تلك المراضع
فيذهب وصفي في صفات صفاتكم
ليسعى لمرو الذات و هي تسارع
و ليس الصفاء إلا الصفاء و مروة
بأني على تحقيق حقي صادع
و ما القصر إلا عن سواكم حقيقة
و ما الحلق إلا ترك ما هو قاطع
و لا عرفات الوصل إلا جنابكم
فطوبي لمن في حضرة القرب يانع
على علمي معناك ضدان جمعا
و يا لهفي ضدان كيف التجامع
بمزدلفات في طريق غرامكم
عوائق من دون اللقا و قواطع
فإن حصل الإشعار في زمزم اللقا
و ساعد جذب العزم فالفوز واقع
على مشعر التحقيق عظمت في الهوى
تبيعا بحكم أصلته الشرائع
و كم من منى لي في منى حضراتكم
و يا حسرتي إن المحسر شاسع
رميت جمار النفس في الروح فانثنت
جهنمها ماء و صاحت ضفادع
و أبدل رضوان بمالك و أنبتت
بها شجر الجرجير و الغصن يانع
فقاضت على ذاتي ينابيع وصفها
و ناهيك صرف الحق تلك الينابع
و طفت طوفا للإفاضة بالحمى
و قمت مقاما للخليل أتابع
فمكنت من ملك الغرام و ها أنا
مليك و سيفي في الصبابة قاطع
و حققت علما و اقتدارا جميع ما
تضمنه ملكي و ما لي منازع
و لما قضينا النسك من حجة الهوى
و تمت لنا من حي ليلى بدائع
حثثنا مطايا العزم نحو محمد
و طفنا و داعا و الدموع هوامع
وجبنا بتهنئة النفوس مفاوزا
سباسب فيها الرجال مصارع