responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 123

فسد الجهات جميعا بتوحيده و إمحاء نفسك ثم فنائك و محوك و علمك، فحينئذ يفتح عين قلبك جهة فضل اللّه العظيم، فتراها بعيني رأسك إذ ذاك شعاع نور قلبك و إيمانك و يقينك فيظهر عند ذلك النور من باطنك على ظاهرك كنور الشمعة التي في البيت المظلم في الليلة الظلماء، يظهر من كوى البيت و منافذه فيشرق ظاهر البيت بنور باطنه، فتسكن النفس و الجوارح إلى وعد اللّه و عطائه عن عطاء غيره و وعد غيره عزّ و جلّ.

و ارحم نفسك و لا تظلمها و لا تلقها في ظلمات جهلك و رعونتك، فتنظر إلى الجهات و إلى الخلق و الحول و القوة و الكسب و الأسباب فتوكل إليها، فتسد عنك الجهات و لم تفتح لك جهة فضل اللّه عزّ و جلّ عقوبة و مقابلة لشركك بالنظر إلى غيره عزّ و جلّ، فإذا وجدته و نظرت إلى فضله و رجوته دون غيره و تعاميت عما سواه، قربك و أدناك، و رحمك و رباك و أطعمك و سقاك، و داواك و عافاك، و أعطاك و أغناك، فلا ترى بعد ذلك لا فقرك و لا غناك.

المقالة التاسعة و الخمسون في الرّضا على البليّة، و الشكر على النعمة

قال رضي اللّه عنه و أرضاه: لا تخلو حالتك إما أن تكون بلية أو نعمة. فإن كانت بلية فتطالب فيها بالتصبر، و هو الأدنى، و الصبر و هو أعلى منه. ثم الرضا و الموافقة، ثم الفناء، و هو للأبدال، و إن كانت نعمة فتطالب فيها بالشكر عليها.

و الشكر باللسان و القلب و الجوارح.

أما باللسان فالاعتراف بالنعمة أنها من اللّه عزّ و جلّ: «و ترك الإضافة إلى الخلق لا إلى نفسك و حولك و قوتك و كسبك و لا إلى غيرك من الذين جرت على أيديهم، لأنك و إياهم أسباب و آلات و أداة لها، و إن قاسمها و مجريها و موجدها و الشاغل فيها و المسبب لها هو اللّه عزّ و جلّ و القاسم هو اللّه» و المجرى هو و الموجد هو، فهو أحق بالشكر من غيره.

لأنظر إلى الغلام الحمال للهدية إنما النظر إلى الأستاذ المنفذ المنعم بها قال اللّه تعالى في حق من عدم هذا المنظر يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ‌ (7) [الرّوم: الآية 7] فمن نظر إلى الظاهر و السبب و لم يجاوز علمه و معرفته فهو الجاهل الناقص قاصر العقل، إنما سمي العاقل عاقلا لنظره في العواقب.

نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست