و تفسيرها- مجملًا- هو أنَّ الذي يتحقّق في عالم المادّة عموماً قد
كان له قبل تحقّقه الخارجيّ حقيقة اخرى عارية عن لباس التقدير و الحدّ، لكنّه في
حال النزول و التنزيل يتحدّد- وفقاً لعلم الباري تعالى- بدرجات معيّنة، و يقدّر
بالتقديرات الإلهيّة.
ثمّ إنَّ الصور الخارجيّة لما كانت محدّدة و مملوءة بالعوارض
المادّيّة من الكون و الفساد فهي لعبة بيد الفناء و الزوال و النفاد: ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ، لكنَّ تلك الحقائق
العالية المعبّر عنها بالخزائن لها وجهة التجرّد و الملكوتيّة و لا يترتّب عليها
سوى الثبات و الدوام و الكلّيّة: وَ ما عِنْدَ اللَّهِ
باقٍ، و إلى هذا المعنى و إلى