يُصْعَدُ مِنْهُ مِرْقَاةً بَعْدَ مِرْقَاةٍ-
إلى أن قال 7- وَ إذَا رَأيْتَ مَنْ هُوَ أسْفَلُ
مِنْكَ بِدَرَجَةٍ فَارْفَعْهُ إلَيْكَ بِرِفْقٍ، وَ لَا تَحْمِلَنَّ عَلَيْهِ مَا
لَا يُطِيقُ فَتَكْسِرَهُ.
إجمالًا، يتبيّن أنَّ العبادة المؤثّرة في السير و السلوك هي تلك
العبادة التي تنشأ من الرغبة و الميل، و إلى هذا المعنى أشار 7:
وَ لَا تُكْرِهُوا أنْفُسَكُمْ عَلَى العِبَادَةِ.
الرابع: الوفاء
و هو عبارة عن عدم العود إلى ما تاب عنه، و عدم، التقصير في أداء ما
عاهد نفسه على القيام به، و أن لا يترك ما عاهد عليه شيخه و مربّيه العارف في طريق
الحقّ حتّى آخر الأمر.
الثبات و المثابرة
الخامس: الثبات و المثابرة
و توضيح هذا المعنى يحتاج إلى ذكر مقدّمة: فالمستفاد من الأخبار و
الآيات أنَّ الذي ندركه بحواسّنا من الذوات الخارجيّة، و الذي نؤدّيه في الخارج من
الأفعال و يكون له تحقّق في عالم المادّة، له حقيقة في ماوراء هذه التجسّمات
الخارجيّة المادّيّة الجسمانيّة، و ماوراء هذه الظواهر و المحسوسات، حقائق عالية
المرتبة مجرّدة من لباس المادّة و الزمان والمكان و سائر عوارضها،