responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة لب اللباب فى سير و سلوك أولي الألباب نویسنده : حسيني طهراني، السید محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 103

و سرّ هذا الإفراط و التفريط هو أنَّ السالك قد جعل الذوق و الشوق المؤقّتين ميزاناً لأداء الأعمال المستحبّة، و حمّل النفس عبئاً ثقيلًا، و لما انتهى هذا الشوق المؤقّت، و خمد لهيبه المتأجّج، ضجرت النفس من هذه الأحمال الثقيلة، و ألقت عصى الترحال في البداية أو أثناء الطريق، و اشمأزّت من السفر و تبرأت من معدّاته و مملّاته. إذن على السالك أن لا يسقط في فخّ الشوق المؤقّت، بل عليه أن يقيس بدقّة مدى استعداده و حالته الروحيّة و وضعيّة عمله و أشغاله و مقدار قابليّته للتحمّل، و ينتخب العمل الذي يمكنه أن يداوم عليه على أن يكون أقلّ من مقدار و مدى استعداده، مكتفياً به و مزاولًا له حتّى ينال حظّه الإيمانيّ من هذا العمل.

و بناء على هذا فالسالك يشتغل بالعبادة طالما وجد في نفسه الميل و الرغبة، و يقلع عنها مع بقاء الشوق لها حفاظاً على هذه الرغبة و هذا الميل، و بالتالي يرى نفسه دائم الظمأ للعبادة. فمثل السالك الذي يريد أن يؤدّي العبادات كمثل الذي يريد تناول الغذاء، عليه أوّلًا أن ينتخب الغذاء الذي يلائم مزاجه، ثمّ يدعه قبيل الشبع لتبقى فيه الرغبة و الميل دائمين. و إلى هذا الأمر إشارة في حديث الإمام الصادق 7 مع عبدالعزيز القراطيسيّ:

يَا عَبْدَ العَزِيزِ! إنَّ لِلإيمَانِ عَشْرَ دَرَجَاتٍ بِمَنْزِلَةِ السُّلم‌

نام کتاب : رسالة لب اللباب فى سير و سلوك أولي الألباب نویسنده : حسيني طهراني، السید محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست