على رأسه أسماء الملائكة المذكورة و
المرتّبة، و هي سبعة و ثمانون اسما، و جرجاس رئيس الأبالسة.
ثم بعد ذلك يقول: طوباك إذ صرت من أهل الاستماع لهذه الأسرار، و إن
لم تكن للّه طاهرا فإن اللّه يطهّرك.
ثم يتناول تلك السكين التي وصفتها ليذبحه بها، فيتقدم كفيله فيقول
له:
فادفع إلي خاتمك رهنا عنه أنه يحفظ المناسك، و يقيم على الدعوة، و
يكتم السر. فيدفع إليه خاتمه و الديك.
فيقول الكاهن: فأنا إذا أقبل نفسا بدل نفس، و ندبا بين يدي الشمس
المحيية للنفوس، و جرجاس رئيس الأبالسة.
ثم يترك الديك على عنق الغلام و يذبحه و هو يقول: يا جرجاس ملك
الأبالسة، اقبل هذه الذبيحة، و اترك هذا الغلام لأبويه و للملائكة! ثم يحمي ذلك
الخاتم الحديد بالسّراج، و يكويه على ظهر إبهام يده اليمنى و قد أمسك بها تسعة و
تسعين، و يكويه ببعض تلك العيدان من الطّرفاء إلى صدره و جبهته كيّا خفيفا لئلا
يظهر.
ثم يلبسه ثيابا جددا بيضا و خفّا من جلود ذبائح الملائكة، و يشد وسطه
بعمامة، و يعطيه فطور ملح يرسمه رسما مثلّثا، و كذلك يفعل بسائر أصحابه.
و أما جمهور الناس فإنهم يكونون خارج بيت السر في الهيكل و ما يليه
يقضون تفثهم، و يوفون نذورهم، و يذبحون قرابينهم من أصناف الحيوانات و من الدّيكة
لجرجاس رئيس الأبالسة، كما ذكر أفلاطون في كتابه المسمى «قاذون» من أن سقراط
الحكيم معلمه أوصى عند موته فقال: اذبحوا عني ديكا في الهيكل، فإنه نذر علي. فكانت
هذه وصيته آخر عهده من دار الدنيا. و يأكلون لحوم سائر ذبائحهم متى شاؤوا كيف شاؤوا،
إلّا لحوم ديوك نذر السر، فإنها لا تأكلها إلّا بروح الكهنة في بيت السر. حتى إذا
فرغ