و تسلّق إلى غصون الأشجار، و صوّح[1] في وجوه الأشجار، و صفّق بصفيق
السماوية و الإنذار، فارتاع له جنانك، و تلجلج من خوفه لسانك، و دبرت بإقباله
هاربا عنه، و نفرت بنفوره مذعورا منه. و أجعل لك ذلك رسما مرسوما، و قانونا معلوما
في كل حدث أسمعه سرّي، و أحرّكه لك في شيء تصلح به أمري.
حتى إذا صاحت الديكة أمسك عن كلامه، و أقبل على ما ينتفع به من نوم
أو غيره. فإذا أسفر الصبح أقبل، و قد اجتمع من حضر من رجال أهل دعوته وحدهم، و
جيء بالأحداث الذين يريدون إدخالهم الدعوة، و إسماعهم السّرّ، فوقفوا على باب بيت
السرّ، و يعرّى أحدهم و يقبض على عضده كاهنان، فيدخلانه و هو مشدود بعصابة، و هو
يمشي القهقرى، حتى يصل إلى ذلك البيت إلى رئيس الكهنة، و معه رجل يكفله، و يطبق
الباب، و السّرج تتقد، و المجامر تدّخر.
فيقول له رئيس الكهنة: أ تحب أن تدخل في ديننا فتسمع ملائكتنا؟
فيقول: نعم.
فيقول له: على أنك إن خرجت عن ديني أو أظهرت أحدا على سري، أذلّ
اللّه رأسك هذا الذي تحت قبضتي بين أصحابي، و أسقط إكليلك من ورائك! فيقول: نعم.
فيقول: لكن إن أقمت على ديني و حفظت سري، فإن رأسك يكون بين أصحابك
عاليا و إكليلك ثابتا.
ثم يقول لكفيله: أ تكفل أنت على إقامته على ديني و حفظ سري؟ فيقول:
نعم.
فيضجعه الكاهن على ذلك البساط قدّام المائدة على جانبه الأيسر، و
يتلو