للمريخ السّندروس[1]،
و التي للزّهرة الزّعفران، و التي لعطارد المصطكى.
و عن شمال الكواكب إبريق شراب و ثلاثة قضبان طوال من خشب الطّرفاء[2]، قد قطعت من شجرتها قبل صياح الديك،
و سكين حديد نصابها منه، و خاتم حديد فصّه منه لطيف في قدر الظفر، منقوش عليه صورة
جرجاس رئيس الأبالسة. فإذا حضر عند ذلك و هو هيكل جرجاس و فيه يدخلون أحداثهم و
جواريهم إلى دينهم، و فيه تذبح الديكة، و فيه تلاوة السّرّين اللذين سنذكر حاليهما
فيما بعد، فيأتي رئيس الكهنة فيدخل إلى بيت من الرجال، و يقعد على ذلك المطرح
يحاذي المادة قبل غيبوبة الشمس، و يطبق الباب، و السّرج تشتعل، و الدجى تفترّ، و
هو جاث قد افترش رجله اليسرى و نصب اليمنى، و وضع إبهامه و سبّابته و وسطاه من يده
اليسرى بالأرض، و رفع مثلهن من يده اليمنى، و أقبل يقول في ذلك الوقت قبل صياح
الديك قولا هذا معناه: يا جرجاس الجراجسة و إبليس الأبالسة و كبير الشياطين و عظيم
الجنّ أجمعين، أسألك و أتضرّع إليك، و أطرح نفسي بين يديك، عالما أنه لا يخلّصني
إلّا رضاك، و لا ينجّيني إلّا مداراتك، إذ كنت مني جاريا مجرى الحسّ، و ساكنا مسكن
النفس، و متصرّفا فيما تحت شعاع الشمس. أخلاطنا بك مثورة، و أعضاؤنا مختلفة، و
خلقتنا مشوّهة، و أفكارنا مبلبلة، و أقدامنا مزلزلة. و قد عزمنا في صباح ليلتنا
هذه على إدخال بعض أحداثنا في دعوتنا، و إسماعه سرّ ملائكتنا، فاحضر معنا و اشهد
لنا و علينا، و اصرف شرّك و بليّتك عنّا، و اطرد ذوي المكر و الخداع من أصحابك عن
موقفنا. و أنا أقرّب إليك و أذبح بين يديك عدوّا من أعدائك أزرق مربيقا أفلق، قد
طال ما عاداك بطبعه، و كان ذلك بحمده، و تسنم إلى بناء الحرار،
[1] -السندروس: صمغ شجر او معدن شبيه بالكهرباء يجلب من
نواحي أرمينية، يستعمل في الأدوية، و ربما وضع شيء منه في الحبر لاصلاحه.