و منها «لفوسدور» و هو الملك الموكّل
بالبحر، و منها «للموجاس» و هو الملك الموكل بالرياح، و منها «ليمس» و هو الموكل
بالروائع العارضة من الجن، و منها «الفرطوس» و هو الملك الموكل بالأمواج إلى غير
ذلك مما تخيلوه فتمت لهم بذلك سبعة و ثمانون هيكلا. ثم عملوا على هذا الوجه من
العمل هيكلا في وقت كانت الكواكب السيارة كلّها في خطوطها، و قسموها قسمين، فجعلوا
أحدهما للرجال و الآخر للنساء، و في كل واحد من قسميه بيت عظيم ليس في حيطانه نقب
و لا في بابه شقّ، حتى إذا أطبق بابه لم يبق منه شيء من الضوء البتّة، و جعلوا
بابه مما يلي الجنوب، و صدره مما يلي الشّمال، و صوروا بأسمائها البروج الاثني
عشر، و عملوا صور الكواكب السيارة، كل واحد منها معمول من المادة الموافقة كالشمس
من الذهب، و القمر من الفضة، و زحل من الحديد، و المشتري من الزّئبق، و المرّيخ من
النّحاس، و الزّهرة من القلعيّ[1]، و عطارد
من الأسرب[2].
و جعلوا كل واحد على صورته التي يكون عليها في برج شرفه مما هو مبيّن
في كتب أحكام النجوم، و بين يديها مطرح لطيف عليه سبعة أقراص حوّارى[3] قد وضعت على مثال المرامي، و وجهها
إلى التماثيل، و على كل واحد منها مجهود حربه، معمولة من طين أحمر، كلّ واحد منها
على اسم كوكب من الكواكب السبعة، و القريبة من الأصنام للقمر و لها دور واحد، و
البعيدة منها لزحل و لها سبعة أدوار، و كل واحد منهن فأدوارها على مرتبة كونها، و
في كل واحد منهن مجمرة و لها بخور مفرد: فالتي للشمس العود، و التي للقمر الكلية،
و التي لزحل الميعة[4]، و التي
للمشتري العنبر، و التي