responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 28

و نام فيه، و قبض ملك الموت روحه من ساعته، و انضمّ القبر، و انصرف موسى باكيا حزينا على مفارقته، و رجع إلى بني إسرائيل، و معه ثياب هارون، فاتّهموه و قالوا: حسدته فقتلته! فبرّأه اللّه مما قالوا، و كان عند اللّه وجيها.

و بقي موسى بعد وفاة هارون قليلا حتى كتب لهم التوراة، و وصّاهم بما احتاجوا إليه، و سلم إلى يوشع، و ودعه، و صعد إلى الجبل، و الناس يبكون حتى غاب عن أعينهم و سلم نفسه إلى ربه. ثم توفي، و مضيا إلى ربهما، فأكرم مثواهما، صلوات اللّه عليهما. و بقي بنو إسرائيل، بعد وفاة موسى، أربعين سنة تائهين عن الهدى، حتى بعث فيهم يوشع بن نون ولد نون ولد يوسف النبي، 7، و هو أحد الرجلين اللذين أنعم اللّه عليهما حين قال موسى لبني إسرائيل: ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب اللّه لكم.

فصل‌

و مما يدل على أن الأنبياء، :، يرون و يعتقدون بقاء النفس و صلاحها بعد مفارقة الجسد، فعل المسيح، 7، بناسوته، و وصيته للحواريين بمثل ذلك: و ذلك أن المسيح لما بعث في بني إسرائيل فرآهم منتحلين دين موسى، مستمسكين بظاهر شريعته، يقرأون التوراة و كتب الأنبياء، غير قائمين بواجبها، و لا عارفين حقائقها، فلا يعرفون أسرارها، بل يستعملونها على العادة و يجرونها على التقليد، و لا يعرفون الآخرة، و لا يرغبون فيها، و لا يفهمون أمر المعاد، و لا يدرون ما فيها غير الدنيا و غرورها و أمانيها، و لا يدرون مما يستعملون من أمر الشريعة و سنّة الدين إلّا طلب الدنيا، و ليس غرض الأنبياء في دعوتهم الأمم، و وضع الشرائع و السّنن، إصلاح الدنيا فحسب، بل غرضهم من ذلك كله نجاة النفوس الغريقة من بحر الهيولى و العتق لها من أسر الطبيعة، و إخراجها من ظلمات الأجسام إلى أنوار عالم‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست