responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 27

أن يقبل اللّه تعالى توبتكم، فردوا المظالم، و اكتبوا الوصايا، و البسوا الأكفان، و اخرجوا إلى المصلّى، و ادعوا اللّه لعله أن يرحمكم أو يتوب عليكم، أو يمضي فيكم حكمه. ففعلوا ذلك طوعا و كرها. فأما الطائع فهو الذي علم أن في تلف جسده صلاحا لنفسه و خيرة لها، و أما الكاره فهو الذي جهل ذلك و عميت عليه الأنباء.

ثم إن موسى أمر أولئك الذين تجنّبوا عبادة العجل أن يأخذوا السيوف و يضربوا أعناق أولئك عبدة العجل، و لا يرحموا منهم أحدا، و لا تأخذهم في أحد منهم رأفة في دين اللّه. ففعل القوم ما أمروا و صبروا إذ علموا أن في ذلك حياة لنفوسهم، و ما كان منهم من أحد إلّا كان له في أولئك القتلى أخ، أو ابن، أو قرابة، أو صديق، فلم يمنعهم ذلك عن قتلهم، إذ علموا بأن في تلف أجسادهم صلاحا لنفوسهم، و نصرة للدين، و صلاحا لإخوانهم الباقين، و طاعة لموسى، و رضى للرب.

و كذلك رضيت نفوس تلك السحرة بتلف أجسادهم قتلا أو صلبا، إذ قال لهم فرعون: «آمنتم له قبل أن آذن لكم» قالوا: «لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات و الذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. إنّا آمنّا بربنا ليغفر لنا خطايانا و ما أكرهتنا عليه من السحر» فصلبهم كلّهم، و لم يهابوه، و سمحت نفوسهم بتلف أجسادهم، لما علمت أن في ذلك حياة لها و فوزا و نجاة، و نصرة للدين، و صلاح الإخوان، و طاعة لموسى، و رضا للرب.

ثم إن موسى، بعد قتل عبدة العجل، أراد أن يمرّ إلى الجبل لمناجاة ربّه، فقال له هارون: احملني معك فإني لست آمن أن يحدث بنو إسرائيل بعدك حدثا آخر، فتغضب علي مرة أخرى، فحمله معه. فلما كانا في بعض الطريق إذا هما برجلين يحفر ان قبرا، فوقفا عليهما و قالا: لمن تحفر ان هذا القبر؟

قالا: لأشبه الناس بهذا الرجل، و أشارا إلى هارون. ثم قال له: بحق إلهك إلّا نزلت و أبصرت هل هو واسع؟ فنزع هارون ثيابه و دفعه إلى موسى، و نزل‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست