responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 26

تهاونت و لا تبالي إن انشقت البيضة أو انخرفت المشيمة، إذا سلم الفرخ أو الطفل فهكذا حال النفس مع الجسد إنما تشفق على الجسد و تصونه و تحنّ عليه ما لم تعلم بأن لها وجودا خلوا من الجسد، و أن ذلك الوجود خير و أبقى، و ألذّ و أحسن من هذا الوجود و البقاء الذي مع الجسد. فإذا استتمّت الأنفس الجزئية و كملت صورتها و معارفها، و انتبهت النفس من هذا النوم و استيقظت من هذه الغفلة، و أحست بغربتها في هذا العالم الجسماني، و أنها في أسر الطبيعة في بحر الهيولى تائهة في قعر الأجسام، مبتلاة بخدمة الأجساد، مغرورة بزينة المحسوسات، و بان لها حقيقة ذاتها، و عرفت فضيلة جوهرها، و نظرت إلى عالمها، و شاهدت تلك الصورة الروحانية المفارقة للهيولى، و أبصرت تلك الألوان و الأصباغ و الملاذّ العقلية، و عاينت تلك الأنوار و البهجة و السرور و الرّوح و الريحان، هانت عليها مفارقة الجسد، و سمحت بإتلافه في رضى اللّه، عزّ و جل، و نصرة الدين و صلاح الإخوان. و مما يدل على ذلك أن الأنبياء، صلوات اللّه عليهم، يرون و يعتقدون بقاء النفوس و صلاح حالها بعد تلف الأجساد، ما فعل موسى و عيسى و غيرهما من الأنبياء، :. و ذلك أن موسى، 7، قال لأصحابه و لإخوانه: «توبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم». يعني هذه الأجساد بالسيف، لأن جوهر النفس لا يناله الحديد، و ذلك أن القوم افتتنوا بعبادة العجل في غيبة موسى إلى الجبل، فلما رجع إليهم و بان لهم أنهم قد ضلّوا، ندموا و تابوا. و لما عرف موسى أن الذين تنزهوا عن عبادة العجل من الذين ثبتوا على سنّته بعد مبعثه، و الذين عبدوا العجل الذين نشأوا على سنّة الجاهلية قبل مبعثه، و علم أنهم إن بقوا بعد موته لم يأمن أن يحدثوا في دينه و سنّته و شريعته شيئا آخر، رأى من الصواب أن ينفيهم من محلّة بني إسرائيل. و أذن اللّه تعالى له في ذلك لما فيه من الصلاح للجمهور و النفع للعام. ثم قال لهم موسى: إن أردتم‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست