responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 24

فشكوا إلى اللّه، عزّ و جل، و دعوه أن يكشف ما بهم، و كتبوا إلى رسول اللّه، صلى اللّه عليه و سلم، يخبرونه بما يلقون من أذية المشركين، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية، و أذن لرسول اللّه، صلّى اللّه عليه و على آله و سلم، في قتال المشركين من أهل مكة ليخلص المؤمنين من أيديهم، فقال: «و ما لكم لا تقاتلون في سبيل اللّه و المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها و اجعل لنا من لدنك وليّا و اجعل لنا من لدنك نصيرا» فخرج رسول اللّه، صلى اللّه عليه و على آله و سلم، إلى غزو بدر لقتال المشركين من أهل مكة. فلما التقي الجمعان و بادروا إلى البراز بادر الأنصار، فنادى المشركون: ابعث إلينا أكفاءنا يا محمد، فقال رسول اللّه، صلى اللّه عليه و سلم: «قد وجبت عليكم، يا بني هاشم، نصرة نبيّكم» فقام حمزة عمه و علي و أبو عبيدة و بارزوا، و اشتبكت الحرب، و كانت الدائرة على المشركين، و كان مع رسول اللّه، صلى اللّه عليه و سلم، نحو سبعين رجلا من المهاجرين، و لم يكن منهم رجل إلّا و كان له في عسكر المشركين ابن أو أب أو أخ أو صديق أو قرابة أو عشيرة، فلم يجاوبوهم و حاربوهم بالسيف، و لم يشفقوا عليهم و لا على انفسهم من التلف، لأنهم قد علموا أن في ذلك نصرة للدين، و صلاحا لإخوانهم المؤمنين، و طاعة لرسول اللّه، صلى اللّه عليه و سلم، و رضوانا للرب، عز و جل.

و هكذا يوم أحد لما اشتد الأمر و انهزم الناس، و بقي، صلى اللّه عليه و سلم، في نفر يسير معه فقال النبي، صلى اللّه عليه و سلم: من ينصرني اليوم و يفديني بنفسه فله الجنة! فقام إليه ثلاثة نفر من الأنصار، فقاموا في وجه كل واحد من رماة المشركين، فحجزوا عنه بأجسادهم و جعلوها وقاية لسلامة رسول اللّه، صلى اللّه عليه و سلم، حتى استشهدوا جميعا، لأنهم قد علموا أن في بقائه نصرة للدين و صلاحا لإخوانهم، و أن رسول اللّه، صلى اللّه عليه و سلم، لم يستفدهم مخافة من الموت، و لا حرصا على الحياة في الدنيا، و لكن من‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست