responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 208

و الحركة بالسكون، و النور بالظلمة. فكل هذه الموجودات بالصفة في الموصوفين بها مقارنة لأضدادها لا يوصف بها الباري سبحانه، بل إنه خالق الوجود و العدم، فصار مخصوصا بالخلقة، جاعل الموت و الحياة، فصار مخصوصا بالبقاء، موجد العلم و الجهل، فاختصّ بالعلم.

كذلك ما يوجد من أفعال المخلوقين من الروحانيين و الجسمانيين و الأعمال، فبحسب الودائع التي فيهم و الآثار المفاضة عليهم باستفادة بعضهم من بعض، حتى يكون سبحانه موجدهم كلّهم، و معطيهم الحياة، ثم لا يكون موصوفا بصفاتهم في المعنى و لا يستحقونها بالشّركة له فيها، و هم ذوو درجات و منازل، و لكل واحد منهم صفة تزيد على ما دونه بها و يتخصص بفضلها، و ذلك موجود لا يخفى على من تأمله كوجود القدرة في الحيوان كلّه من الحسّاس إلى الإنسان، فإن لكل شخص من أشخاصه قدرة يتميز بها من غيره، حتى تكون نهايته منها قدرة الإنسان عليها كلها، إما بقوة جسمانية، و إما بجبلة نفسانية، ثم العلم المخصوص به الإنسان المتميز به عن الحيوان، هم فيه مشتركون لا شركة المساواة بل شركة تنزيه و انفصال و استعلاء في الطبقات، و ترافع في الدرجات، حتى تكون نهايتهم فيه المعرفة لهم به: النبي في زمانه، و الحكيم في وقته المفاض عليه ذلك من القوة المتصلة به من العالم الأعلى المخصوص بالعلم الذي صلح له به أن يكون معلما لمن دونه.

و اعلم أن الإنسان المعرّف لهم، أعني الناس، بما يحتاجون إليه هو خليفة اللّه سبحانه فيهم، و أمينه عليهم، ثم الحياة أيضا مشتركة بين الحيوان كله، موصوف بالحركة الانتقالية، و كل حيوان ذو حركة و حياة، و ليسوا هم متساوين لأنهم غير موجودين في حالة واحدة، و هم ذوو أعمار قصار و طوال و بين ذلك، حتى يكون المخصوص بالحياة الدائمة من انتقل من صورة الإنسانية إلى صورة الملائكة، و ما دون فلك القمر إلى ما فوق.

ثم كذلك صفة الروحانيين و الملائكة، و هم أيضا مشتركون في هذه‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست