responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 207

في الروحانيات المخلوقات، محدثات مبدعات فاعلات أفعالا تليق بها منسوبة إليها يكون بعضها من بعض، مثل العلم و القدرة و الإحاطة و الحياة و ما شاكل ذلك من الصفات، و أن ذلك متعلق بالعقل و ما دونه حتى تكون متصلة بالإنسان و بالحيوان، و لكل منها بحسب ما يليق مما جعله اللّه فيه. و لذلك قال سبحانه: «أعطى كل شي‌ء خلقه ثم هدى». و لما كانت هذه الصفات مشتركة فيها جميع الموجودات علمنا أن للباري، سبحانه، من جهة النزهة عنه، صفات تختص به كفعله المخصوص به، فطلبناها بالحرص و الاجتهاد و استقراء كتب الحكماء و سؤال العلماء و من عنده علم الكتاب من أهل الذكر كما قال تعالى: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» فوقفنا من ذلك على ما منّ اللّه سبحانه به علينا و هدانا إليه. و نحن نذكر من ذلك ما يليق ذكره بهذا المكان و فيه كفاية لذوي الألباب و من وفقه اللّه تعالى للصواب.

فصل‌

اعلم أيها الأخ أن صفات اللّه تعالى التي لا يشركه فيها أحد من خلقه، و معرفته التي لا يعرف بها إلّا هو، أنه مبدع مخترع خالق مكوّن قادر عليم حي موجود مبدع قديم فاعل، و أنه المعطي من جوده الوجود هذه الصفات و ما ينبغي له و يليق، فأفاض على العقل من ذلك أنه مبدئ محدث حي قادر مخترع عالم فاعل موجود. فالعقل مبدئ لما بدا منه، و فاعل بمعنى مفعول، و محدث بمعنى أنه محدث معلول، و معطي الحياة لمن دونه كما أعطي، و موجود بوجود أفعاله الصادرة عنه.

و كذلك ما يكون من صفات الروحانيين و الجسمانيين و اشتراكهم فيها، و هي صفات جزئية يقال بها عليهم مقالة مجازية، و هي مقرونة معهم بأضدادهم كاقتران الوجود بالعدم، و العلم بالجهل، و الحياة بالموت، و القدرة بالعجز،

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست