responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 206

فصل في فعل اللّه تعالى الذي فعله بذاته و ما يليق به من صفاته‌

اعلم أيها الأخ أن نسبة العقل من مبدعه أقرب من نسبة ما دونه، و نسبة ما دونه لمن ينسب أولا منه أقرب، و كذلك الأفعال البادية عن كل قوة من القوى المتصلة بكل واحد من الأصول البادية و ما يتعلق به من الصفات و التراكيب المؤلفة.

و لما كان العقل هو أقرب الأشياء من باريه، جلّ اسمه، و أنه الفاعل لما دونه بأمره وجب أن يكون هو فعل الباري تعالى الذي فعله بذاته، و كتابه الذي كتبه بيده، و هو الملك الذي ليس له فيه شريك يناوئه و لا ضد ينافيه بل هو خالص صاف لا يقع عليه التغيير، و لا يجوز عليه التبديل، مشرقة أنواره، ظاهرة آثاره، حاو لما بدا عنه، محيط ما يكون منه. فهذا هو فعل اللّه الخاص به المنسوب إليه الذي لا تفاوت فيه.

و لما كان الفاعل يعطي فعله الخاصّ به صورته و مثاله، و يؤيده بالقدرة التي تتكوّن لها بها القوة على ما يبديه من أعماله، صار العقل موضعا لأمر اللّه، عز و جل، و مكانا لقدرته. و قد جاء في بعض الكتب المنزلة أن اللّه خلق آدم على صورته و مثاله، و قوله، عز و جل: «و له المثل الأعلى في السماوات و الأرض» و كذلك قال الحكماء إن في المعلول توجد آثار العلة. و كذلك صارت الأفعال المحكمة و الصنائع المتقنة تدل على حكمة صانعها، و تنسب إليه و يكون موصوفا بها. فلنذكر ما يليق بها من الصفة مثل ما لاق به من الفعل.

اعلم أيها الأخ البار الرّحيم أن صفات الباري، جل جلاله، بالتقريب من أفهام المخلوقين المنسوبة من أفعال الجسمانيين، روحانية لا من حيث كونها

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست