الفاسدة الهالكة، وفّقك اللّه و جميع
إخواننا للرشاد، و أوصلك و إيانا إلى دار السلام برحمته و منّه إنه على ما يشاء
قدير!
فصل في مخاطبة المتشيعين
قد جمع اللّه بيننا و بينك أيها الأخ البارّ الرّحيم في أسباب شتى و
خصال عدة، مما يؤكد المودة بين الإخوان، و يجمع شمل الأصدقاء في جميع صلاح الدين و
الدنيا أيدك اللّه: أولا من تأمّلها و عرف حق عظيم ما أنعم اللّه تعالى لديك، و
فضل منّته عليك، لما خصك اللّه به من العقل و الفهم و التمييز، فمن إحدى تلك
الخصال و الأسباب التي تؤكد المودة بين الأصدقاء ملّة الإسلام التي هي آكد
الأسباب، لأنه خير دين دان به المتألهون، و أفضل طريق يسلكه إلى اللّه القاصدون، و
هو القدوة بدين نبينا محمد، صلى اللّه عليه و سلم، و بعلم كتابه الذي جاء به
مهيمنا على كتب الأولين و سنّة الشريعة التي هي أعدل سنّة سنّها المرسلون.
و مما يجمعنا و إياك أيها الأخ البارّ الرّحيم محبة نبينا، 7، و أهل بيت نبيه الطاهرين، و ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خير
الوصيين، صلوات اللّه عليهم أجمعين. و مما يجمعنا و إياك حرمة الأدب و الخروج من
جملة العوامّ، و هو العماد لما نحن بسبيله و نشير إليه.
و مما جمعنا و إياك من الأخلاق الجميلة، و الأفعال الحميدة، و حريّة
النفس، و صفاء جوهرها، و هي التي تدعونا إلى مكاتبتك و مراسلتك، و ما نرجو منه
النفع لك فيما يستقبل من الأمر، و اللّه يؤيدك و إيانا و جميع إخواننا حيث كانوا
في البلاد، و قد أنفذنا إليك أخا من إخواننا ممن قد ارتضيناه في بصيرته،