responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 193

صوابا، و أقررت بالحق، و أنصفت في الجواب، فخبّرنا عن هذا الجوهر الشريف، هل يمكن أن يعرف ما هو و كيف كونه مع هذا الجسد باختيار منه أو مضطر أن يكون معه، أو هل تعرف أين كان قبل أن يقرن بهذا الجسد، و أين يذهب إذا فارقه، أو تقول إني لا أدري، و هل ترضى من نفسك الجهل بهذا المقدار من العلم أن تقول: إن هذا العلم ليس في طاقة الإنسان أن يعمله، و كيف يسوغ لك هذا القول، و العلماء مقرّون أجمع و أنت معهم بأن معرفة اللّه واجبة على كل عاقل، و كيف يستوي للعبد إذا معرفة ربه و هو لا يعرف نفسه؟

و قد روي عن رسول اللّه، صلى اللّه عليه و سلم، أنه قال: «من عرف نفسه فقد عرف ربه، أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه» و كيف يستوي لك أن تقول إنك تعرف ربك و لا تعرف نفسك و قال اللّه، عزّ و جل: «بل الإنسان على نفسه بصيرة» و قال: «و ضرب لنا مثلا و نسي خلقه» و قال:

«و في أنفسكم أ فلا تبصرون» و قال: «كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا» و قال: «إن النفس لأمّارة بالسوء إلّا ما رحم ربي» و قال: «يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها» و قال: «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي» الآية.

و أنت تعلم أيها الأخ أن نفس الإنسان أقرب إليه من كل قريب فكيف يستوي لك أن تقول لا يمكن أن يعلم الإنسان نفسه و يعلم غيرها من الأشياء البعيدة الغائبة عن حواسه و عقله؟

و اعلم أيها الأخ أنه إنما ذهب على أكثر الناس معرفة أنفسهم لتركهم النظر في علم النفس و البحث عنها، و السؤال للعلماء العارفين بعلمها، و قلة اهتمامهم بأمر أنفسهم و طلب خلاصها من بحر الهيولى و هاوية الأجساد، و النجاة من أسر الطبيعة، و الخروج من ظلمة الأجساد، و لشدّة ميلهم إلى الخلود في الدنيا و استغراقهم في الشهوات الجسمانية، و الغرور باللذات الجرمانية، و الأنس بالمحسوسات الطبيعية، و لغفلتهم عما وصف في الكتب النبوية من نعيم‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست