responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 166

عرفت منهم أحدا و آنست منهم رشدا عرّفنا حاله و ما هو بسبيله من أمر دنياه و طلب معايشه و تصرّفه في حالاته لكي نعرف ذلك و نعاونه على ما يليق به من المعاونة، فإن كان ممن يخدم السلاطين و يتصرّف في أعمالهم، أوصينا إخواننا ممن يكون بحضرة السلاطين و الملوك بالنيابة عنه و النصيحة له و حسن الرأي فيه لدى الملوك و السلاطين و الوزراء. و إن كان من أبناء التّنّاء و الدهاقين و الأشراف و أرباب الضياع، أوصينا إخواننا ممن يتولى عمل السلطان بصيانته و حسن معاونته في ملّته و كفّ الأذيّة عنه، و قبض أيدي الظالمين عن البسط إليه. و إن كان من أبناء أصحاب النّعم و أرباب الأموال عاونّاه بحسب ذلك. و إن كان من الفقراء المحتاجين واسيناه مما آتانا اللّه من فضله. و إن كان ممن يرغب في العلم و الحكمة و الأدب و أمر الدين و طلب الآخرة، علّمناه مما علمنا اللّه، عز و جل، و ألقينا إليه من حكمتنا و أطلعناه على أسرارنا بحسب ما يحتمل عقله و تتسع له نفسه، و تتوق إليه همته إن شاء اللّه، عز و جل.

و اعلم، أيها الأخ البار الرّحيم، أنّا لا نكتم أسرارنا عن الناس خوفا من سطوة الملوك ذوي السلطنة الأرضية، و لا حذرا من شغب جمهور العوامّ، و لكن صيانة لمواهب اللّه عز و جل لنا كما أوصى المسيح فقال: «لا تضعوا الحكمة عند غير أهلها فتظلموها و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم».

و اعلم أيها الأخ أنّا لا نحسد ملوك الأرضين و لا نتنافس في مراتب أبناء الدنيا، لكن نطلب الملك السماوي و مراتب الملائكة الذين هم أولو أجنحة مثنى و ثلاث و رباع، لأن جوهرنا جوهر سماوي، و عالمنا عالم علويّ، و نحن هاهنا أسرى غرباء في أسر الطبيعة، غرقى في بحر الهيولى بجناية كانت من أبينا آدم الأول حين خدعه عدوه اللعين إذ قال: «هل أدلّك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى» «فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما» و قيل لهم: «اهبطوا بعضكم لبعض عدو» يعني أنتما و ذريتكما «و لكم في الأرض‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 4  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست