responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 98

قلّ ما تفعل فيها، و قد ذكرنا طرفا من هذا في رسالة الآثار العلوية، و لو لا خروجنا عمّا له قصدنا، لشرحنا ذلك شرحا تامّا كاملا.

ثم اعلم أنه كما لا يجوز في العقل أن يكون حيوان إلّا من مماسّة أسباب أو نكاح أجسام، كذلك لا توجد الأصوات إلّا في الأجسام، و لا تصوّت الأجسام إلّا بحركات.

ثم إن الأصوات أعراض حادثة، و الجواهر أجسام حاملة لها، فإن زعم زاعم أو اعترض معترض، فقال إنه قد توجد أصوات في غير أجسام و من غير حركات الأجسام، و ذلك أنه إذا تكلم متكلم في سفح جبل، أو صاح في قعر بئر أو نهر، أجابه مجيب بمثل كلامه، يسمع المتكلّم جوابه من غير جسم و لا حركة جسم. و قد يرى أيضا حيوان يتكوّن من غير نتاج و لا نكاح مثل دود الخلّ و سوس التمر و ما يتكوّن من العفونات و من النّداوات و ما أشبه ذلك، فليعلم هذا المعترض و هذا القائل أنه ليس القول كما زعم، فإنه جاهل بهذه الأشياء و بهذه الأسباب الموجبة لحدوثها منها و كونها عنها، فغلط فيما رأى من موجوداتها، و كان قليل المعرفة بمعلوماتها، و إنه لما سمع الصوت من الجبل و البئر، ظنّ بأنه أجابه بجوابه ورد عليه بكلامه إما من حيوان لا يراه و شي‌ء لا يعاينه، أو أن الجبل نطق بجوابه و قعر البئر ردّ كلامه. فهذا تخيّل من لا عقل له و لا معرفة عنده. فالصوت الذي يسمعه إنما هو صوته و الحركة التي بدت منه في الهواء، و ذلك أنه صاح في سفح الجبل وقع البئر إلى جانب الحائط، فخرج من جوف المتكلم شكل كرويّ و نقش عربيّ يأخذه الهواء إلى أن يؤدّيه إلى ذلك الموضع، فيصادفه ما يمنعه من النفوذ و الانتشار، فيرتدّ راجعا، فيسمع منه ذلك الصوت و هو الصّدى، و سنأتي على شرح ذلك كما ينبغي في موضعه.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست