responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 92

رطب و لا يابس، بل هو صلب أشدّ صلابة من الياقوت، و أشف من البلّور، و أصقل من المرآة، و أنه يماسّ بعضه بعضا، و يصطكّ و يحتكّ و يطنّ كما يطنّ النّحاس، و يكون لنغماته و أصواته مناسبات مؤتلفة، و ألحان موزونة كما بيّنّا في رسالة الموسيقى بأكثر من هذا البيان، و أقمنا عليه البرهان من صناعة العود و ضرب الأوتار، و ما يستعمله أهل هذه الصناعة من النسبة. و هي أصحّ نسبة تكون، و أفضلها، لأنها نسبة روحانية.

فصل‌

ثم اعلم أنه لو لم يكن لحركات أشخاص الأفلاك أصوات و نغمات، و لا للملائكة كلام و لا تسبيح و لا تقديس، فليسوا هم إذا أحياء، فهم أموات، لأن الصمت بالموتى أولى، و لربما احتك بعض الأحجار ببعض، فيحدث من بينهما قرع في الهواء. و لو كان الفلك و من فيه بغير كلام و لا صوت و لا نطق، لكان ما يكون تحته مشاكلا له، و كان من يكون ساكنا بغير حركة.

و لما كان هذا من الأصل في البداية، وجب أن يكون ما تحته مناسبا له لكن هو الأعلى زيادة عليه، إذ كان هو الفاعل و هذا المنفعل، و أيّهما الأولى بالنّطق و الحركة و الكلام و التسبيح و التكبير و التقديس و التهليل: أهل السماوات و الأفلاك أم أهل الأرض من عالم الإنسان و الحيوان و الجمادات؟

و أيّهما أولى بالسّمع و الأبصار و الأذهان و الأفكار و الخواطر و الأذكار و العلم و العقل: أهل السماوات أم أهل الأرض؟ فأهل السماوات هم المسبّحون المستغفرون لمن في الأرض، لا يفترون عن التسبيح، و لا يسكتون عن التقديس بألحان طيّبة و نغمات لذيذة ألذّ من نغمات العيدان، و نقر الأوتار و الطنابير، و مجاوبة المزامير في الميادين الفسيحة و الأنبوبات القائمة. و إن تلك النغمات و الألحان تذكّر تلك النفوس البسيطة التي هناك سرور عالم الأرواح‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست