responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 86

بالالتماس، و كيف لا يكون ذلك كذلك، و هو السبب الذي لا تنقضي عجائب مادته و لا تفنى مواد كميته، فنقول:

اعلم يا أخي أن المعرفة لها و العلم بها درجة صعبة الارتقاء، و مسافة بعيدة الانتهاء، و هي درجة العارفين و مقام المستبصرين الناظرين إلى آثارها، العارفين بأخبارها من طريق العناية عن الحواس الحيوانية، و الطريق الجرمانية، إذ كانت آثارها روحانيّة، و مواردها نفسانية، و عنها صدرت القوّة المتصلة بالحكماء، و هي روح القدس النازلة على الأنبياء، :، بالوحي من السماء، و عليها معوّل العلماء، و ربما وردت أشياء كثيرة الاختلاف، بعيدة الائتلاف، متباينة القوانين، مختلفة الموازين.

و ذلك أن ما كان منها في هذا المكان الأرضي و المركز السّفلي تضعف الحواسّ عن إدراك معرفتها، و تعجز المشاعر البشرية التي هي من أسباب الهيولى عن بلوغ إدراكها. فإذا كانت الأشياء على هذا المثال منشؤها، و بهذا الترتيب مبدؤها، و كانت القوة التي هي مادّة المعرفة بالحسّ في العالم الإنسي، و سبب القبول في الجسم المجبول يعجزان عن البلوغ، و يضعفان عن الوصول، و كانت مدّة الزمانية التي هي سبب الحياة الإنسانية، تقصّر عن الطلب، و تفنى قبل بلوغ الأرب، و تضيق عن الإحاطة بمعرفة ذلك السبب؛ و إذا كان الأمر على ما وصفنا، كان أوّل ما قصده العاقل و توخّاه، و اعتمد عليه الفاضل و تحرّاه، معرفة ما طاوعه عليه حسّه، و ساعده على قبوله جوهر نفسه، و تلقاه أيام مدته، و أعمل فيه فكرته، زادت فيه بصيرته، فمن لا حسّ فيه لا معرفة له، و من لا معرفة له لا جوهر له، و من لا جوهر له لا بلوغ له، و من لا بلوغ له لا مقرّ له، و من لا مقرّ له لا وجود له، و من لا وجود له فهو العدم.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست