responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 78

الإشارات و التنبيهات، بل كانوا متهيئين لصورها مستعدّين لقبولها.

فأما سيد الأنبياء و خاتم المرسلين، صلى اللّه عليه و آله، فقد اتفق مبعثه في قوم أميّين من أهل البوادي، غير مرتاضين بالعلوم، و لا مقرّين بالبعث و النشور، و لا عارفين بنعيم ملكوت الدنيا فضلا عن معرفة نعيم أهل السماوات الذين هم ملكوت الأفلاك و الآخرة و أهل الجنان فجعل أكثر صفة الجنان في كتابه جسمانية، ليقربها من فهم القوم، و يسهّل تصوّرها عليهم، و ترغب نفوسهم بها. و نحن قد جعلنا بحثنا عن أسرار الكتب الإلهية، و بيّنّا في أكثر رسائلنا معنى أسرار التنزيلات النبوية، و كشفنا عن أكثر الرموزات و الإشارات و عن الموضوعات الناموسية. و ذلك لأن خطابنا لا يكون إلّا مع أقوام علماء فضلاء مارسوا إخوان الصفاء، و رسخوا في العلم، و ارتاضوا بالرياضيات الحكمية المقرونة بأسرار الكتب الإلهية و إشارات الأنبياء :.

فإن كنت أيها الأخ واحدا منهم، فهلمّ إلى صحبة إخوان لك فضلاء، و أصدقاء كرماء، علومهم حكمية، و آدابهم نبوية، و سيرتهم ملكية، و لذاتهم روحانية، و هممهم إلهية. و اترك صحبة إخوان الشياطين الذين لا يريدونك إلّا لجر منفعة الأجساد، أو لدفع المضرة عنها. و كن يا أخي من المؤمنين الذين بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر، حتى تكون من الذين أشار إليهم بقوله: «إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ» و تكون من الذين مدحهم اللّه تعالى بقوله: «الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ».

و إذ قد فرغنا من ذكر اللذات و الآلام الجسمانية التي تجدها النفس بمفارقتها الجسد، و ما تجدها بمجرّدها و هي مع الجسد، فنريد أن نذكر ما تجده بعد المفارقة من اللذة و الآلام التي هي جزاؤها و ثوابها على ما عملت من شر و عرفان و إنكار المعبّر عنه في الشريعة النبوية بالثواب و الجزاء و العذاب الأليم.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست