responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 77

لا بمعنى أن هذه الأشياء ستوجد في الجنة على حالات جسمانية، بل ستوجد أشياء روحانية: «ما لا عين رأت و لا أذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر.» و قال تعالى أيضا: «فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ» و ما شاكلها من أوصاف الأمور الجسمانية.

و تارة وصفها بأوصاف روحانية على قدر فهم المتوسطين مثل قوله تعالى:

«فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ» و قال: «فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ» و قال: «فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ» و قال: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى‌ رَبِّها ناظِرَةٌ» و ما شاكلها من الأوصاف الروحانية التي لا تليق بالأجسام الطبيعية.

و تارة وصفها بأوصاف هي بين الروحانية و الجسمانية مثل قوله تعالى:

«مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَ لَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ».

أما ترى يا أخي أنه قال: مثل الجنة على سبيل التشبيه و التمثيل، ليقرّب من الفهم تصوّرها، لأنه يقصر الوصف عنها بحقائقها، و إنما خاطب كل طائفة من الناس بحسب عقولهم و مراتبهم في المعارف و الفهوم، لأن دعوة الأنبياء، :، عموم للخاص و العام جميعا و من بينهما من طبقات الناس. و قد صرّح المسيح، 7، في وصف الجنان و نعيم أهلها بأوصاف غير جسمانية، فقال للحواريّين في وصية لهم: «إذا فعلتم ما فعلت و ما قلت لكم، تكونون معي غدا في ملكوت السماء عند أبي و أبيكم، و ترون ملائكته حول عرشه يسبّحون بحمده و يقدّسونه، و أنتم هناك ملتذّون بجميع اللذات بلا أكل و لا شرب.» و إنما صرح المسيح، 7، و لم يرمز لأن خطابه كان مع قوم قد هذّبتهم التوراة و كتب الأنبياء، :، و كتب الحكماء أيضا، و كانوا غير محتاجين إلى‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست