responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 74

فصل‌

ثم اعلم أن من الآراء و الاعتقادات ما هو مؤلم لنفوس معتقديها، و مؤد لها؛ و منها ما هو مفرّح و مسر و ملذّ لها، كما بيّنّا قبل هذا، و لكن نضرب مثلا لذلك كيما يتضح.

(حكاية)

ذكروا أنه كان رجل من أرباب النّعم متديّنا، و كان له ابن متجاهر بالسّكر و كان الرجل كارها لذلك منه. فقال له يوما: يا بني، انته عن السّكر، حتى أعطيك شطرا من مالي و عقاري، و أفرد لك دارا، و أزوجك بحسناء إحدى بنات أرباب النّعم.

فقال ابنه: يا أبت، ما ذا يكون؟

فقال: تعيش فرحا مسرورا ملتذّا إمّا بقيت.

فقال ابنه: إن كان الغرض هو هذا فهو حاصل لي.

فقال له أبوه: كيف ذلك؟

قال: لأني إذا سكرت وجدت في نفسي من الفرح و اللذة و السرور، حتى أظن معه أن ملك كسرى كله لي، و أتخيل في نفسي من العظمة و الجلال حتى أرى العصفور مثلا قدر البعير.

فقال له أبوه: و لكن إذا صحوت لا ترى لذلك حقيقة.

قال: أعود فأشرب ثانيا حتى أسكر فأرى مثل ذلك.

فهكذا القياس في حكم المعتقدين ببقاء النفس بعد مفارقتها الجسد في وجدان لذاتهم، لأنه إن كان الغرض من الحياة في الدنيا ليس إلّا لأجل اللذة و الفرح و السرور و الراحة بعد الموت كما قال تعالى: «وَ تَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ» بعد الموت الذي ليس هو شيئا سوى مفارقتها الجسد كما بيّنّا قبل هذا، و قد

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست