responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 75

بينّا أيضا في رسالة حكمة الموت، و لا ينقص هذا الاعتقاد من لذاتهم في الدنيا شيئا.

أما معتقد فنائها فإنهم لا يخلو إما أن يكونوا من سعداء أبناء الدنيا أو من أبناء أشقيائها. فلو كانوا من أبناء سعدائها، فإن هذا الرأي و الاعتقاد يؤلم نفوسهم و يؤذيها، و ذلك أنهم كلما فكروا في الموت و الفناء، تنغّص عليهم عيشهم، و أدخل الحزن على نفوسهم، و نقص من لذاتهم في دنياهم، لأنهم قد أيقنوا بذهابها و فنائها، و لا يرجون غيرها، و لا يؤملون سواها. و إن كان هؤلاء المعتقدون بفناء النفس من أبناء أشقياء الدنيا، فهم يعيشون في غمّ و حزن طول أعمارهم في الدنيا و يموتون آخره بحسرة و مصيبة.

ثم اعلم ان الاعتقادات الرديئة و الآراء الفاسدة المؤلمة لنفوس معتقديها المؤذية لها كثيرة لا يمكن إحصاؤها و بيان صفاتها، و لكن نذكر المحمودة منها و نصفها لتعرف، و تتمسك بها و تجتنب سواها. و قد بيّنّا في رسالة النواميس طرفا من ذلك، و في رسالة اعتقاد إخوان الصفاء، و رسالة ماهيّة الإيمان و خصال المؤمنين المحققين الذين وعدهم اللّه الجنة، و شرحنا طريقتهم و أخلاقهم و آراءهم و علومهم و أعمالهم في إحدى و خمسين رسالة، و بيّنّا فيها صفاتهم و كيفيّة أحوالهم، لكن نذكر جملة هاهنا منها بقول وجيز مختصر، و هو أن الإنسان العاقل يرى و يعتقد أن للعالم صانعا بارئا حكيما قديما حيّا عالما، و أنه قد نظمّ أمر عالمه نظاما محكما، و رتّب الموجودات ترتيبا متقنا، و لا يخفى عليه من أمر عالمه صغيرة و لا كبيرة إلّا و هو يعلمها و يدبّرها تدبيرا واحدا بحسب ما يليق بواحد واحد من الموجودات و الكائنات، و بحسب الاستعدادات الحاصلة من الكائنات، و أن يجري حكم عالمه بجميع خلائقه من الأفلاك و البروج و الكواكب و الأركان و المولودات كمجرى حكم إنسان واحد و حيوان واحد، و أن سريان قوى ملائكته في أطباق سماواته و فضاء أفلاكه كسريان قوى نفس إنسان واحد في جميع‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست