responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 70

فهذه كلها لذات تجدها النفس بتوسط الجسد مرتين: إحداهما عند مباشرة الحواس لها، و الأخرى عند ذكرها بعدها. مثال ذلك إذا رأى المرء وجها حسنا أو زينة من محاسن الدنيا، فإن النفس تجد عند رؤيتها لها سرورا و لذّة.

ثم إذا غابت عن رؤية العين، بقيت رسوم تلك المحاسن مصوّرة في فكر النفس، و كلما لمحت هي ذاتها و نظرت إلى جوهرها، رأت تلك الرسوم المصوّرة في فكرها، فسرّت بها و التذّت، و تذكرت تلك المحسوسات التي انطبعت فيها منها هذه الرسوم. و هكذا سائر المحسوسات حكمها إذا تذكرتها النفس التذّت و سرّت بها من غير شركة الجسد. و هكذا حكم أضدادها التي هي الآلام، و ذلك أن الإنسان إذا رأى منظرا وحشيّا أو صورة قبيحة، أو سمع صوتا هائلا مفزعا، فإنه يؤلمه رؤيته لها في وقته، و استماعها، و بعد مغيبها، إذا تذكرها و فكّر فيها و ليس التذكّر و التفكّر شيئا سوى لمحات النفس ذاتها و نظرها إلى جوهرها و رؤيتها رسوم تلك المحسوسات مطبوعة في ذاتها، كما ينطبع نقش الفصّ في الشمع المختوم. فهذه الملاذ و الآلام، و إن كانت لا تصل إلى النفس إلّا بتوسط الجسد، فقد تجدها بعد غيبة المحسوسات عن مباشرة الحواسّ لها، فيدل هذا على أن النفس لها لذّة تجدها بعد مفارقة الجسد أيضا، كما تجد لذّة المحسوسات بعد مفارقتها و غيبتها.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست