responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 71

فصل في اللذات الروحانية

فنقول: أما اللذات الروحانية التي تجدها النفس بمجرّدها فهي نوعان:

إحداهما ما تجدها و هي مفارقة للجسد، و الثانية ما تجدها و هي مقارنة له.

فالتي تجدها و هي مفارقة له نوعان: إحداهما ما يرد عليها من خارج كما بيّنّا قبل هذا، و الآخر من ذاتها. و التي تجدها و هي مقارنة له فهي أربعة أنواع:

فمنها ما تجدها من اللذة و السرور و الفرح عند تصورها حقائق الموجودات من المحسوسات و المأكولات جميعا. و الثانية ما تجدها عند اعتقادها الآراء الصحيحة و مذاهبها الحميدة. و الثالثة مما تجدها عند عذوبة أخلاقها الكريمة و عاداتها الجميلة. و الرابعة ما تجده من الفرح و السرور و اللذة عند ذكر أعمالها الزكية و أفعالها الخيّرة. و هذه اللذات مشتركة بين الإنسان و بين الملائكة، و أضدادها من الآلام، و مشتركة بين الإنسان و الشياطين كما سنبين بعد هذا الفصل.

و أما بيان ما يلحق النفوس من اللذة و الألم في اعتقاداتها و معارفها و جهالاتها و أخلاقها و أعمالها، فاعلم أن الإنسان، إذا كانت أعماله سيئة، و أفعاله قبيحة، فإن نفسه أبدا تكون مرتابة مرعوبة مضطربة متألمة، كما ذكر اللّه تعالى في صفة المنافقين فقال: «يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ» فإذا كانت أعمالهم صالحة و أفعالهم جميلة، فإن نفوسهم أبدا تكون ساكنة هادئة مستريحة.

و هكذا إذا كانت أخلاق الإنسان جميلة، و سجاياه سهلة، و معاملته طيبة، و مخالطته عذبة، فإن نفسه تكون أبدا في القلوب محبوبة و من الغوائل آمنة.

و إن كانت أخلاقه شرّيّة، و طباعه وحشية، و همته سبعيّة، يكون من يصحبه أبدا في عناء، و هو من نفسه في جهل و بلاء. فهكذا حكم الاعتقادات و الآراء، و ذلك أن بعضها مؤلم لنفوس معتقديها و محيّر و مشكك كما

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست