responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 57

و الأمور الجزئية تبتدئ من أنقص الحالات، ثم ترتقي أولا فأولا إلى أن تنتهي إلى أفضل الحالات، كما بيّنّا في رسالة مسقط النطفة، و رسالة نشوء الأنفس الجزئية، و رسالة البعث و القيامة، و رسالة الكون و الفساد، فمن أراد علم ذلك، فليرجع إلى هناك ليعلم صحة ما قلناه و حقيقة ما بيّنّاه.

فصل في ما العلة في وصول الآلام و الأوجاع إلى النفوس الحيوانية دون سائر النفوس التي في العالم‌

فنقول: اعلم أنّا قد بيّنّا ماهيّة اللذة و الآلام، و كيفية إحساس النفوس بهما، و نريد أن نذكر في هذا الفصل ما العلّة و الحكمة في رباط النفوس الجزئية بالأجساد الحيوانية، و وصول الآلام و الأوجاع إلى النفوس الحيوانية دون سائر النفوس النباتية و الموجودات التي في العالم.

فاعلم أنه لما كانت النفوس الحيوانية من الأمور الجزئية، و لم يكن للنفوس الجزئية أن تبلغ إلى أتم الحالات و أكمل المراتب إلّا بأن تقترن بالأجسام الجزئية التي هي أجساد الحيوان، و كانت الأجساد تعرض لها الآفات المفسدة قبل تمامها و كمال نفوسها، و لم يكن للأجساد مقدرة على دفع تلك الأشياء المفسدة لها، لأن جواهر الأجسام عاجزة، جاهلة، ميتة، ناقصة الحال، منفعلة حسب. فبواجب الحكمة الإلهية جعل لنفوسها أن تلحقها الآلام و الأوجاع من الأشياء المفسدة لأجسادها، كيما تدعوها تلك الآلام و تحثها تلك الأوجاع على دفع تلك الأشياء المفسدة لأجسادها، و تحفظها من الآفات المهلكة، و تصونها عن عوارض التلف إلى أن تتمّ تلك الأجساد و تكمل أيضا تلك النفوس. ثم يجيئها الموت الطبيعي، إن شاءت النفوس أو أبت، كما يجي‌ء الطّلق للولادة، إن شاء الجنين أو أبى، لأن موت الجسد ولادة

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست