responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 531

لأنهم لما عرفوه حقّ معرفته، تركوا كل شي‌ء سواه، و اشتغلوا به و بذكره سرّا و إعلانا: «لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ» فعند ذلك اضمحلت الآراء الفاسدة عن ضمائرهم، و انحلت الاعتقادات الرديئة عن أفكار نفوسهم، فوجدوا روحا و راحة و ريحانا و لذة يقصر الوصف عنه.

و إذ قد تبين في المباحث الحكميّة أن بعض اللذات إنما هو خروج من الآلام، فاعلم أن اللّه تعالى جعل هذه اللذة و السرور بشرى لأوليائه في الحياة الدنيا، فأما التي في الآخرة فهي عند اللّه خير و أبقى، كما قال تعالى: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ» الآية. لا يشاركهم فيها غيرهم.

و اعلم أن علّة انحلال الآراء الفاسدة، و اضمحلالها عن قلوب أولياء اللّه عند معرفتهم بربهم، هو من أجل أنهم اعتقدوها في طلب معرفته، فلما تبين لهم الحق و عرفوا اللّه حقّ معرفته، انحلت و اضمحل ما كان منها فاسدا أو زورا أو بهتانا؛ كما حكي عن إبراهيم 7، في أول مبدئه في طلب معرفة اللّه تعالى: «فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ» إلى قوله: «وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ».

و هكذا كان بدء معرفة الأنبياء، :، بربهم في أول نظرهم و علومهم بصفاته اللّائقة من الأولين و الآخرين من ذرية آدم و نوح و إبراهيم، و ممن هداه اللّه و اجتباه كما قال تعالى: «وَ اللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً» و قال: «وَ عُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا» و قال لنبيه، 7: «ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ.» و قال له: «قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً» و قال:

«أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي» الآية. و قال: «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ» الآية. و قال: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ» الآية. و قال: «لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ» يعني العلماء. و قال: «إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ.» و آيات كثيرة في مدح العلماء و حسن الثناء عليهم، و ذمّ الجهّال.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست