responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 530

«وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً» الآية.

فهم يمشون على الأرض بأجسادهم، و نفوسهم متعلقة بالمحل الأعلى. ذلك أنهم لما عرفوه، تركوا كل شي‌ء سواه، و اشتغلوا به و بذكره، و أحسنوا، إن اللّه لمع المحسنين‌ «ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ.» و سئل النبيّ، 7:

ما هذا الإحسان؟ فقال: «أن تعبد اللّه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك» كيف لا يراه أولياء اللّه، و لا يشاهده أصفياؤه، و هم معتقدون متحقّقون بقوله: «ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى‌ ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ» الآية. و بقوله: «وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» و قوله: «وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا» و قوله: «إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى‌» و قوله: «وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ».

فصل‌

ثم اعلم أنه ليس من لذّة النفوس، و لا سرور الأرواح، و لا فرح القلوب، ألذّ و أروح من روح نور تردّ اليقين في قلوب أولياء اللّه بما وعدهم من يوم يلقونه من نعيم الجنان، و ما يرجونه من نيل الثواب و جزيل العطاء من الآخرة، و ما يجدونه في نفوسهم من شدة الشوق إلى رؤيته لشدة محبتهم إياه و كثرة ذكرهم إحسانه، كما قيل: جبلت القلوب على حبّ من أحسن إليها و بغض من أساء إليها. و قال: «وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ». و قد وبّخ اللّه من يحبّ غيره و ذمّهم بقوله: «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ».

ثم اعلم أن هذه اللذة التي وصفنا أن قلوب أولياء اللّه تجدها في دار الدنيا، إنما هي ثمرة بعض سعيهم، و مقدّمة بعض ثواب أعمالهم، عجّلت لهم في الدنيا،

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 530
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست