responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 53

الآلام. و أما الآلام التي تحس بها النفوس الحيوانية عند خروج المزاج عن الاعتدال من الأمر الطبيعي إلى أحد الطرفين من الزيادة و النّقصان بسبب من الأسباب، فهي كثيرة لا يحصي عددها إلّا اللّه تعالى، و لكن نذكر منها طرفا لتعلم ماهيّة الآلام و اللذة و كيفيّة حدوثهما.

فمن ذلك ماهية لذة الأكل و الشرب. أقول: إن حرارة معدة الحيوانات ذوات المعدة و القوانص فيها بمنزلة نار السراج المشتعلة بالفتيلة، فإذا فني الغذاء، اشتعلت في رطوبات جرم المعدة فأفنتها، و احترقت تلك العصبات المنسوجة هناك كما يشتعل نار السّراج في الفتيلة إذا فني الدّهن، فعند ذلك تحسّ تلك النفوس بالألم، فتنهض أجسادها في طلب الغذاء، لتخلف على المعدة بدلا مما قد فني و عوضا عنه، فإذا أوردت تلك الموادّ إلى المعدة، و اشتعلت فيها تلك الحرارة للنّضج، فيسكن ذلك اللهيب من جرم المعدة، و يجد الحيوان عند ذلك راحة و لذة، و بحسب شدة لهيب تلك الحرارة و سكونها تكون لذة الأكل.

و هكذا أيضا حكم العطش من لهب حرارة الكبد، فلا يزال الحيوان يجد لذة الأكل و الشرب إلى أن تستوفي الطبيعة حاجتها، فعند ذلك تزول تلك اللذة و تسكن، حتى إنه إن زيد على مقدار الحاجة، صارت اللذة ألما، فيمسك عند ذلك الحيوان عن الأكل و الشرب إلى أن يستمرئ ما أكل و يهضم و تمرّ إلى أطراف الجسد تلك الموادّ لتخلف ما تحلّل من هناك، لأن الحيوان في دائم الأوقات في الذوبان و السّيلان لا يقف لحظة و لا طرفة عين.

يعلم حقيقة ما قلنا و صحة ما وصفنا أهل البصائر من الأطباء و الطبيعيين.

و أما اللذة التي يجدها الحيوان من الجماع فإن تلك المادة التي تسمّى المنيّ و هي زبدة الدم إذا كثرت في بدن الحيوان، و اجتمعت في المواضع المعدّة لها، وجدت الطبيعة عند ذلك ثقلا و تمددا، كما تجد عند اجتماع البول في المثانة و الغائط في المعى، فتطلقها الإرادة عند ذلك للبروز، فهكذا حكم‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست