الرسالة السادسة عشرة من الجسمانيات
الطبيعيات في خاصية اللذات و في حكمة الحياة و الموت و ماهيتها (و هي الرسالة
الثلاثون من رسائل إخوان الصفاء)
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه، و سلام على عباده الذين اصطفى،
آللّه خير أمّا يشركون؟
فصل
اعلم أيها الأخ، أيدك اللّه و إيانا بروح منه، أنّا قد فرغنا من بيان
حكمة الموت و الحياة، و بيان ماهيّتهما، و قلنا ما الحكمة من وجودهما في عالم
الكون و الفساد، و ما العلّة في كراهية نفوس الحيوانات الموت و محبتها الحياة، و
نريد أن نذكر في هذه الرسالة ماهيّة اللذة و الألم و الغم و الفرح و السرور و
الحزن و الراحة و التعب، و نبين أنها كلها أخوات متضادات أو متشاكلات.
و اعلم يا أخي، أيدك اللّه و إيانا بروح منه، بأن اللذة و الألم
نوعان:
جسمانية و روحانية، و هكذا حكم أخواتها.
فأما اللذات الجسمانية فهي الراحة التي تحسّ بها النفوس الحيوانية
عند زوال