responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 527

و إنكار! من ذلك من يرى و يعتقد أنه لا يجازى و لا يكافأ على إحسانه و سيئاته إلّا في الآخرة بعد الموت، أو يرى و يعتقد أنه لا تكون الآخرة إلّا بعد خراب الأرضين و السماوات. و هذا الرأي و الاعتقاد يبعد عن صاحبه طريق الآخرة، و يقلل رغبته في ثواب أعماله و جزاء إحسانه، و يقلل رهبته و خوفه من عقوبات سيئاته- و إليه أشار بقوله: «إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباً».

و بقوله: «أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ». و هكذا رأي من يعتقد أن الجنة التي وعد المتقون ليست بموجودة، و كذلك النار التي حذّر اللّه عباده منها ليست بموجودة. و مثل هذه الآراء و الاعتقادات و أمثالها تشكّك معتقديها في الوعد، و تقلل رغبتهم فيه. و هكذا حكمهم في الوعيد و الرّهبة منه، و هكذا أيضا رأي من يرى و يعتقد أن أولياءه و أمناءه و رسله و أهل جنّته لا يرونه و لا يدرون رتبته و ما هو، إن هذا الرأي يؤيس من روح اللّه، و هكذا رأي من يعتقد أن اللّه لا يغفر الذنوب و لا يعفو عن السيئات و الخطإ، و هذا يقنط من رحمة اللّه تعالى، و هذا أيضا و ما شاكل هذه الآراء المقلّلة للرغبة و الرّهبة في نعم الجنان و عذاب النيران.

و من الآراء الفاسدة أيضا رأي من يعتقد الترخيص في الشّبهات، و الإباحة في المحظورات المحرّمات، فإن صاحب هذا الرأي يكسبه اعتقاده جرأة على اللّه، و تعدّيا لحدوده، و ارتكابا لمحارمه، و يكون صاحبه في السر مخالفا لأبناء جنسه، و منافقا مرائيا لا يصدق في معاملته و لا يفي بعهده، و لا ينصح في أمانته. و في مثل هذه الخصال فساد الدين و الدنيا جميعا.

و من الآراء الفاسدة أيضا رأي من يرى و يعتقد أن اللّه الرحيم الرؤوف الحنّان يعذّب الكفّار و العصاة في خندق في النار غيظا عليهم و حنقا، و كلما احترقت أجسادهم و صارت فحما و رمادا، عادت فيها الرطوبة و الدم لتحرق مرّة ثانية.

و اعلم يا أخي أن هذا الرأي يسي‌ء ظنّ صاحبه بربه، و يعتقد فيه قلّة

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 527
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست