responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 526

فصل‌

و اعلم أن اللّه جعل في جبلة الإنسان و طبيعته الّا يأتمر أحد من العقلاء لغيره، و لا يطيعه إلّا رغبة أو رهبة.

و اعلم أن المرغوب و المرهوب نوعان: عاجل حاضر، و آجل غائب. و العاجل الحاضر هو ما تشاهده الحواس، و الآجل الغائب هو الذي لا تشاهده الحواس، و لكن قد تصوّره الأوهام بالوصف و النعت. و اعلم أن الغائب الآجل لا تقع الرّغبة و الرهبة إليه و منه إلّا بالوعد و الوعيد الصادق من العالم القادر، و كلما كان المرغوب أشدّ عند الراغب و أقرب تحقيقا، كانت الرغبة إليه أو كد و أشدّ! و هكذا حكم المرهوب منه. و قد رغّب اللّه تعالى خلقه من الجن و الإنس في نعيم الجنان و جعل الوعد للمؤمنين، و رهّبهم أيضا من عذاب النيران، و جعل الوعيد أيضا للكافرين و الأشرار، و جعل ميعادهم يوم يلقونه، إما في الدنيا قبل الممات، و إما في الآخرة بعد الممات و الفراق. و بعث إليهم الرسل و الشّهداء و الأنبياء الصادقين، و أنزل معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط، و ذكر فيه الوعد و الوعيد، و ضمن و أقسم و حلف كما قال اللّه تعالى: «فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ» و قال: «وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ» ثم أقسم تعالى و حلف على تحقيق وعده فقال: «فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ» ثم قرّب فقال: «وَ ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ».

و لكن من أجل أن موعده غائب عن إدراك الحواس، صار أكثر الناس له منكرين، و فيه شاكّين، و في ماهيّته و آنيّته، و متى وقته، متحيرين، كما أخبر عنهم بقوله: «هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ» «لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَ آباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ» و أما المؤمنون فهم مقرّون بمواعيده، منتظرون لها، و لكن من الآراء الفاسدة و الاعتقادات الرديئة، ربما ترد على قلوب المقرّين شكوك و حيرة

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست