responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 516

و كيف هو، و هو الفائض منه وجود الموجودات، و هو المظهر صور الكائنات في الهيولى، المبدع جميع الكيفيّات بلا زمان و لا مكان، بل قال: كن فكان، و هو موجود في كل شي‌ء من غير المخالطة، و مع كل شي‌ء من غير الممازجة، كوجود الواحد في كل عدد. كما وصفنا في رسالة المبادي.

ثم اعلم أن اللّه تعالى جعل بواجب حكمته، في جبلة النفوس، معرفة هويّته طبعا من غير تعلم و لا اكتساب، لتكون تلك المعرفة داعية لها و مؤدّية إلى طلب ماهيّته و معرفة آنيّته، و لتكون طلبتها في هذه المعارف داعية لها و مؤدّية إلى أحكام جميع العلوم و المعارف الإلهيّة و الطبيعيّة و الرياضية و العقلية و الحسيّة، حتى إذا أحكمت هذه العلوم و المعارف، عرفته عند ذلك حق معرفته، و سكنت إليه و اطمأنت و ثبتت معه، و نالت السعادة القصوى التي هي سعادة الآخرة.

ثم اعلم أن السعادة نوعان: دنيوية، و أخرويّة، و السعادة الدنيوية هي أن يبقى كل شخص في هذا العالم أطول ما يمكن على أحسن حالاته و أكمل غاياته. و السعادة الأخروية أن تبقى كل نفس بعد مفارقتها الجسد إلى أبد الآبدين على أتمّ حالاتها و أكمل غاياتها.

ثم اعلم أن أحسن حالات النفوس أن تكون عالمة بالأمور الإلهية، عارفة بالمعارف الرّبّانية، ملتذّة بها، مسرورة فرحانة، منعّمة أدب الآبدين، خالدة سرمدية، كما قال اللّه تعالى: «فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ أَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ» و قال، 7: «فيها ما لا عين رأت، و لا أذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر».

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 516
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست